بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٤٥١
فيسقط به (1) القضاء، لا أنه يكون ها هنا اصطلاح، بمعنى إسقاط التعبد
____________________
وعلى كل فقد فسر بعضهم لفظ الاجزاء بما يسقط التعبد بالمأمور به ثانيا، وهذا التفسير بظاهره لا يشمل اجزاء الاضطراري والظاهري عن الواقعي، بل هو ظاهر في اجزاء الاتيان بالمأمور به عن امر نفسه، فان ظاهر قوله: ((ثانيا)) ان الأول الذي اتى به هو عين الثاني الذي يسقط الامر به بعد اتيان الأول، ولا معنى للاقتصار في هذا البحث على اجزاء الاتيان بالمأمور به عن امره.
وبعضهم فسر الاجزاء بما يسقط به القضاء، ولابد وان لا يريد من القضاء معناه المعروف: وهو الاتيان في خارج الوقت، إذ لا معنى لاهمال الإعادة في الوقت، فلابد وان يريد من القضاء هو الاتيان مطلقا سواء كان في الوقت أو خارجه، وعلى هذا يكون عاما للموضعين: اجزاء المأمور به عن امره، واجزاء المأمور به الظاهري والاضطراري عن الواقعي، الا انك قد عرفت ان معنى الاجزاء لغة هو الكفاية وهي تختلف بحسب ما تضاف اليه، فان أضيفت إلى نفس الامر المتعلق بالمأمور به أفادت سقوطه، وان أضيفت إلى امر متعلق بغيره أفادت سقوط ذلك الغير أيضا فتعم الموضعين: اجزاء الاتيان بالمأمور به عن امره، واجزاء الاتيان بالمأمور به الاضطراري والظاهري عن الامر الواقعي، فلا داعي لاصطلاح جديد ونقله إلى معنى: وهو سقوط القضاء - كما بيناه - فلابد وان يراد من هذا التفسير باللازم الذي هو المهم للقضية في هذا البحث.
(1) يمكن ان يكون الجعلي راجعا إلى الاضطراري والظاهري، فيكون معناه: ان الاتيان بالاضطراري والظاهري الذي جعل في حال عدم تنجز الامر الواقعي، إما لعدم القدرة عليه كما في الاضطرار عليه أو للجهل به، كما في موارد الأوامر الظاهرية ويمكن ان يكون الجعلي راجعا لخصوص الظاهري فيكون معناه: ان سبب اجزاء الظاهري عن الواقعي انما هو بسبب التوسع في الجعل في الأوامر الظاهرية:
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 446 447 448 450 451 452 455 456 459 460 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443