والشرط والغايات، وعما ألحق بالعموم وليس منه، وعن تخصيص العموم، وعن الألفاظ المجملة، وعن شرائط النسخ والمنسوخ، وكيفية نسخ الكتاب والسنة، وعن مفهوم البداء عند الشيعة، وشروط تحقيق الإجماع عند الإمامية ومدى حجيته، وعن القياس، والاجتهاد (بالمعنى المصطلح عليه عند المذاهب السنية) وعدم حجيتهما عند الإمامية وغيرها من الآراء التي كانت لها تأثيرات كبيرة في الفكر الأصولي الشيعي، ولقوة هذه الآراء وعلو مكانة الشيخ الطوسي عند الإمامية بقيت آراؤه الأصولية إلى قرون عديدة تمثل رأي الشيعة (وإن حصلت فيها تغييرات في فترات لاحقة في عصر العلامة الحلي وبعده) وبقي كتاب (العدة) مادة أساسية في المناهج المدرسية لطلاب مدارس العلوم الإسلامية عند الشيعة، وقام بعض أصولي الإمامية بالتعليق عليه وشرح غوامضه.
وفي نهاية هذا البحث ينبغي التنبيه إلى نقطة هامة ألا وهي الإشارة إلى التطور الهائل الذي حصل في الفكر الأصولي عند الشيعة بعد الشيخ الطوسي وخاصة منذ القرن السابع الهجري وحتى عصرنا الحاضر - خلافا للركود والجمود الذي حصل في الفكر الأصولي عند أهل السنة والذي لازال مستمرا - حيث لو أردنا بيان النسبة بين علم الأصول في عصر الشيخ الطوسي وعصرنا الحاضر لما كنا مجازفين ولا مفالين في القول بأن النسبة بينهما نسبة الواحد إلى الألف!! وللحديث عن هذا التطور وأسبابه وعوامله مجال آخر. والله تعالى هو الهادي إلى الصواب.