الموصلي حدثنا عبيد الله حد ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن عمر كان يجمر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كل جمعة إسناده حسن لا بأس به والله أعلم. وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا " وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلي لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه. ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة. وعند الدارقطني مرفوعا " لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد " وفي السنن " بشر المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة " ويستحب لمن دخل المسجد أن يبدأ برجله اليمنى وأن يقول كما ثبت في صحيح البخاري (1) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد يقول " أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم " قال فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم. وروى مسلم بسنده عن أبي حميد أو أبي أسيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك. وإذا خرج فليقل: اللهم افتح لي أبواب فضلك " ورواه النسائي عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل:
اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم " ورواه ابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وقال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا ليث بن أبي سليم عن عبد الله بن حسين عن أمه فاطمة بنت حسين عن جدتها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم ثم قال " اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك " وإذا خرج خرج صلى على محمد وسلم ثم قال " اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك " ورواه الترمذي وابن ماجة وقال الترمذي هذا حديث حسن وإسناده ليس بمتصل لان فاطمة بنت حسين الصغرى لم تدرك فاطمة الكبرى فهذا الذي ذكرناه مع ما تركناه من الأحاديث الواردة في ذلك كله محاذرة الطول داخل في قوله تعالي " في بيوت أذن الله أن ترفع " وقوله " ويذكر فيها اسمه " أي اسم الله كقوله " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد " وقوله " وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين " وقوله " وأن المساجد لله " الآية. وقوله تعالى " ويذكر فيها اسمه " قال ابن عباس يعني يتلى كتابه، وقوله تعالى " يسبح له فيها بالغدو والآصال " أي في البكرات والعشيات. والآصال جمع أصيل وهو آخر النهار. وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: كل تسبيح في القرآن هو الصلاة وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: يعني بالغدو صلاة الغداة ويعني بالآصال صلاة العصر وهما أول ما افترض الله من الصلاة فأحب أن يذكرهما وأن يذكر بهما عبادة. وكذا قال الحسن والضحاك " يسبح له فيها بالغدو والآصال " يعني الصلاة، ومن قرأ من القراء (يسبح له فيها بالغدو والآصال) بفتح الباء من (يسبح) على أنه مبني لما لم يسم فاعله وقف على قوله " والآصال " وقفا تاما وابتدأ بقوله " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله " وكأنه مفسر للفاعل المحذوف كما قال الشاعر:
ليبك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطوائح كأنه قال: من يبكيه قال هذا يبكيه، وكأنه قيل من يسبح له فيها؟ قال رجال. وأما على قراءة من قرأ " يسبح " بكسر الباء فجعله فعلا وفاعله " رجال " فلا يحسن الوقف إلا على الفاعل لأنه تمام الكلام فقوله تعالى " رجال " فيه إشعار بهممهم السامية ونياتهم وعزائمهم العالية التي بها صاروا عمارا للمساجد التي هي بيوت الله (1) هو في أبي داود.