القصة الثانية قصة موسى عليه السلام قوله تعالى * (ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين * فلما جآءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين * قال موسى أتقولون للحق لما جآءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون) *.
اعلم أن هذا الكلام غني عن التفسير وفيه سؤال واحد، وهو أن القوم لما قالوا: * (إن هذا لسحر مبين) * فكيف حكى موسى عليه السلام أنهم قالوا: * (أسحر هذا) * على سبيل الاستفهام؟
وجوابه: أن موسى عليه السلام ما حكى عنهم أنهم قالوا: * (أسحر هذا) * بل قال: * (أتقولون للحق لما جاءكم) * ما تقولون، ثم حذف عنه مفعول * (أتقولون) * لدلالة الحال عليه، ثم قال مرة أخرى * (أسحر هذا) * وهذا استفهام على سبيل الإنكار، ثم احتج على أنه ليس بسحر، وهو قوله: * (ولا يفلح الساحرون) * يعني أن حاصل صنعهم تخييل وتمويه * (ولا يفلح الساحرون) * وأما قلب العصا حية وفلق البحر، فمعلوم بالضرورة أنه ليس من باب التخييل والتمويه فثبت أنه ليس بسحر.