تفسير الرازي - الرازي - ج ١٥ - الصفحة ١٢١
المسألة الثانية: ذكروا في انتصاب * (حقا) * وجوها: الأول: قال الفراء: التقدير: أخبركم بذلك حقا، أي أخبارا حقا، ونظيره قوله: * (أولئك هم الكافرون حقا) * (النساء: 151) والثاني: قال سيبويه: إنه مصدر مؤكد لفعل محذوف يدل عليه الكلام، والتقدير: وإن الذي فعلوه كان حقا صدقا. الثالث: قال الزجاج. التقدير: أولئك هم المؤمنون أحق ذلك حقا.
المسألة الثالثة: اتفقوا على أنه يجوز للمؤمن أن يقول أنا مؤمن، واختلفوا في أنه هل يجوز للرجل أن يقول أنا مؤمن حقا أم لا؟ فقال أصحاب الشافعي: الأولى أن يقول الرجل: أنا مؤمن إن شاء الله، ولا يقول أنا مؤمن حقا. وقال أصحاب أبي حنيفة رحمه الله: الأولى أن يقول أنا مؤمن حقا، ولا يجوز أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، أما الذين قالوا إنه يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، فلهم فيه مقامان:
المقام الأول: أن يكون ذلك لأجل حصول الشك في حصول الإيمان. المقام الثاني: أن لا يكون الأمر كذلك. أما المقام الأول، فتقريره: أن الإيمان عند الشافعي رضي الله عنه عبارة عن مجموع الاعتقاد والإقرار والعمل. ولا شك أن كون الإنسان آتيا بالأعمال الصالحة أمر مشكوك فيه، والشك في أحد أجزاء الماهية يوجب الشك في حصول تلك الماهية، فالإنسان وإن كان جازما بحصول الاعتقاد والإقرار، إلا أنه لما كان شاكا في حصول العمل كان هذا القدر يوجب كونه شاكا في حصول الإيمان، وأما عند أبي حنيفة رحمه الله، فلما كان الإيمان اسما للاعتقاد والقول، وكان العمل خارجا عن مسمى الإيمان، لم يلزم من الشك في حصول الأعمال الشك في الإيمان. فثبت أن من قال إن الإيمان عبارة عن مجموع الأمور الثلاثة يلزمه وقوع الشك في الإيمان، ومن قال العمل خارج عن مسمى الإيمان يلزمه نفي الشك عن الإيمان، وعند هذا ظهر أن الخلاف ليس إلا في اللفظ فقط. وأما المقام الثاني: وهو أن نقول: إن قوله: أنا مؤمن إن شاء الله ليس لأجل الشك، فيه وجوه: الأول: أن كون الرجل مؤمنا أشرف صفاته وأعرف نعوته وأحواله، فإذا قال أنا مؤمن، فكأنه مدح نفسه بأعظم المدائح. فوجب أن يقول: إن شاء الله ليصير هذا سببا لحصول الانكسار في القلب وزوال العجب. روي أن أبا حنيفة رحمه الله، قال لقتادة: لم تستثني في إيمانك. قال اتباعا لإبراهيم عليه السلام في قوله: * (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) * (الشعراء: 82) فقال أبو حنيفة رحمه الله: هلا اقتديت به في قوله: * (أولم تؤمن قال بلى) * (البقرة: 260) وأقول: كان لقتادة أن يجيب، ويقول: إنه بعد أن قال: * (بلى) * قال: * (ولكن ليطمئن قلبي) * فطلب مزيد الطمأنينة، وهذا يدل على أنه لا بد من قول إن شاء الله. الثاني:
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض) الآية 2
2 قوله تعالى (والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة) الآية 4
3 قوله تعالى (واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم) الآية 5
4 قوله تعالى (ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا) الآية 8
5 قوله تعالى (ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا) الآية 9
6 قوله تعالى (إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم) الآية 12
7 قوله تعالى (والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا) الآية 13
8 قوله تعالى (ولما سكت عن موسى الغضب) الآية 14
9 قوله تعالى (واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا) الآية 15
10 قوله تعالى (واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة) الآية 20
11 قوله تعالى (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) الآية 22
12 قوله تعالى (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) الآية 26
13 قوله تعالى (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق) الآية 31
14 قوله تعالى (وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما) الآية 32
15 قوله تعالى (وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية) الآية 34
16 قوله تعالى (واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر) الآية 36
17 قوله تعالى (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما) الآية 37
18 قوله تعالى (قلما نسوا ما ذكروا به) الآية 39
19 قوله تعالى (فلما عتوا عما نهوا عنه) الآية 40
20 قوله تعالى (وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم) 41
21 قوله تعالى (وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون) الآية 42
22 قوله تعالى (فخلف من بعدهم خلف) الآية 43
23 قوله تعالى (والذين يمسكون بالكتاب) 44
24 قوله تعالى (وإذ نتقنا الجبل فوقهم) الآية 45
25 قوله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم) 46
26 قوله تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) الآية 53
27 قوله تعالى (ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض) الآية 55
28 قوله تعالى (ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا) الآية 57
29 قوله تعالى (من يهد الله فهو المهتدي) 58
30 قوله تعالى (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس) الآية 60
31 قوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) الآية 65
32 قوله تعالى (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق) قوله تعالى (والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم) الآية 73
33 قوله تعالى (وأملى لهم إن كيدي متين) 74
34 قوله تعالى (أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة) الآية 75
35 قوله تعالى (أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض) الآية 76
36 قوله تعالى (ومن يضلل الله فلا هادي له) 79
37 قوله تعالى (يسألونك عن الساعة أيان مرساها) الآية 80
38 قوله تعالى (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا) الآية 83
39 قوله تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها) 85
40 قوله تعالى (أيشركون مالا يخلق شيئا) 90
41 قوله تعالى (وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم) الآية 91
42 قوله تعالى (ألهم أرجل يمشون بها) الآية 92
43 قوله تعالى (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) 94
44 قوله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف) 95
45 قوله تعالى (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) الآية 97
46 قوله تعالى (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان) الآية 98
47 قوله تعالى (وإخوانهم يمدونهم في الغي) 100
48 قوله تعالى (وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها) الآية 101
49 قوله تعالى (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له) 102
50 قوله تعالى (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة) الآية 105
51 قوله تعالى (إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته) 110
52 سورة الأنفال 113
53 قوله تعالى (يسألونك عن الأنفال) 113
54 قوله تعالى (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) 117
55 قوله تعالى (الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) الآية 120
56 قوله تعالى (أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم) الآية 121
57 قوله تعالى (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) الآية 125
58 قوله تعالى (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم) الآية 127
59 قوله تعالى (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم) الآية 129
60 قوله تعالى (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه) 131
61 قوله تعالى (ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار) الآية 136
62 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا) الآية 137
63 قوله تعالى (ومن يولهم يومئذ دبره) الآية 138
64 قوله تعالى (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم) 139
65 قوله تعالى (ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين) 141
66 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله) الآية 143
67 قوله تعالى (ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم) الآية 144
68 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول) الآية 145
69 قوله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) الآية 149
70 قوله تعالى (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض) 150
71 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول) الآية 151
72 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) الآية 153
73 قوله تعالى (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك) الآية 154
74 قوله تعالى (وإذ تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا) الآية 156
75 قوله تعالى (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك) الآية 157
76 قوله تعالى (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) الآية 159
77 قوله تعالى (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله) 160
78 قوله تعالى (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) الآية 161
79 قوله تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) 163
80 قوله تعالى (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول) الآية 164
81 قوله تعالى (إذ أنتم بالعدوة الدنيا) الآية 167
82 قوله تعالى (إذ يريكهم الله في منامك قليلا) 169
83 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا) الآية 170
84 قوله تعالى (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا) الآية 171
85 قوله تعالى (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا) الآية 172
86 قوله تعالى (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم) 174
87 قوله تعالى (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض) الآية 176
88 قوله تعالى (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة) الآية 177
89 قوله تعالى (ذلك بما قدمت أيديكم) الآية 178
90 قوله تعالى (كدأب آل فرعون) الآية 180
91 قوله تعالى (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم) الآية 181
92 قوله تعالى (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا) الآية 182
93 قوله تعالى (ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا) الآية 183
94 قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) 185
95 قوله تعالى (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) 187
96 قوله تعالى (وإن يريدوا أن يخدعوك) 188
97 قوله تعالى (وألف بين قلوبهم) الآية 189
98 قوله تعالى (يا أيها النبي حسبك الله) 191
99 قوله تعالى (الآن خفف الله عنكم) 194
100 قوله تعالى (ما كان لنبي أن يكون له أسرى) 196
101 قوله تعالى (لولا كتاب من الله سبق) 202
102 قوله تعالى (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الاسرى) الآية 203
103 قوله تعالى (إن الذين آمنوا وهاجروا) 206
104 قوله تعالى (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله) 212
105 سورة التوبة 215
106 قوله تعالى (براءة من الله ورسوله) 215
107 قوله تعالى (فسيحوا في الأرض) الآية 219
108 قوله تعالى (وأذن من الله ورسوله) الآية 220
109 قوله تعالى (إلا الذين عاهدتم من المشركين) الآية 223
110 قوله تعالى (فإذا انسلخ الأشهر الحرم) 224
111 قوله تعالى (وإن أحد من المشركين استجارك) الآية 226
112 قوله تعالى (كيف وإن يظهروا عليكم) 230
113 قوله تعالى (اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا) 231
114 قوله تعالى (فإن تابوا وأقاموا الصلاة) 232
115 قوله تعالى (ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم) الآية 234