بكسر الميم، وفي طه مثله على تقدير أمي فحذف ياء الإضافة لأن مبنى النداء على الحذف وبقي الكسر على الميم ليدل على الإضافة، كقوله: * (يا عباد) * والباقون بفتح الميم في السورتين، وفيه قولان: أحدهما: أنهما جعلا اسما واحدا وبنى لكثرة أصحاب هذين الحرفين فصار بمنزلة اسم واحد نحو حضرموت وخمسة عشر. وثانيهما: أنه على حذف الألف المبدلة من ياء الإضافة، وأصله يا ابن أما كما قال الشاعر:
وقوله: * (إن القوم استضعفوني) * أي لم يلتفتوا إلى كلامي وكادوا يقتلونني، فلا تشمت بي الأعداء يعني أصحاب العجل ولا تجعلني مع القوم الظالمين، الذين عبدوا العجل أي لا تجعلني شريكا لهم في عقوبتك لهم على فعلهم، فعند هذا قال موسى عليه السلام: * (رب اغفر لي) * أي فيما أقدمت عليه من هذا الغضب والحدة * (ولأخي) * في تركه التشديد العظيم على عبدة العجل * (وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين) *.
واعلم أن تمام هذه السؤالات والجوابات في هذه القصة مذكور في سورة طه. والله أعلم.
* (إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة فى الحيوة الدنيا وكذلك نجزى المفترين * والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وءامنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم) *.
اعلم أن المقصود من هذه الآية شرح حال من عبد العجل.
واعلم أن المفعول الثاني من مفعولي - الاتخاذ - محذوف، والتقدير: اتخذوا العجل إلها ومعبودا ويدل على هذا المحذوف قوله تعالى: * (فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى) * (طه: 88) وللمفسرين في هذه الآية طريقان: الأول: أن المراد بالذين اتخذوا العجل هم الذين باشروا عبادة العجل، وهم الذين قال فيهم: * (سينالهم غضب من ربهم) * وعلى هذا التقدير ففيه سؤال، وهو أن أولئك الأقوام تاب الله عليهم بسبب أنهم قتلوا أنفسهم في معرض التوبة عن ذلك الذنب، وإذا تاب الله