تحت الباب من البيت الذي هو فيه، فلما رأى الرجل ذلك، ذلك، فظع (1) به، فأخرجه فجعله في فلاة من الأرض فجعل يفور، وعظمت فيهم الاحداث. ومنهم من يقول: أقر مكانه في القران ولم يحول.
16676 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ابن إسحاق: فلما رفع الله عيسى من بين أظهرهم وقتلوا يحيى بن زكريا (وبعض الناس يقول: وقتلوا زكريا)، ابتعث الله عليهم ملكا من ملوك بابل يقال له خردوس، فسار إليه بأهل بابل حتى دخل عليهم الشام، فلما طهر عليهم أمر رأسا من رؤوس جنده يدعى نبور زاذان صاحب القتل، فقال له: إني قد كنت حلفت بإلهي لئن أظهرنا على أهل بيت المقدس لأقتلنهم حتى تسيل دماؤهم في وسط عسكري، إلا أن لا أجد أحدا أقتله، فأمر أن يقتلهم حتى يبلغ ذلك منهم نبور زاذان، فدخل بيت المقدس، فقال في البقعة التي كانوا يقربون فيها قربانهم، فوجد فيها دما يغلي، فسألهم فقال: يا يني إسرائيل، ما شأن هذا الدم الذي يغلي، أخبروني خبره ولا تكتموني شيئا من أمره؟ فقالوا: هذا دم قربان كان لنا كنا قربناه فلم يتقبل منا، فلذلك هو يغلي كما تراه! ولقد قربنا منذ ثمان مئة سنة القربان فتقبل منا إلا هذا القربان! قال: ما صدقتموني الخبر قالوا له: لو كان كأول زماننا لقبل منا، ولكنه قد انقطع منا الملك والنبوة والوحي، فلذلك لم يتقبل منا! فذبح منهم نبور زاذان على ذلك الدم سبع مئة وسبعين روحا من رؤوسهم، فلم يهدأ، فأمر بسبع مئة غلام من غلمانهم فذبحوا على الدم فلم يهدأ، فأمر بسبعة آلاف من شيعهم وأزواجهم، فذبحهم على الدم فلم يبرد ولم يهدأ، فلما رأى نبور زذاان أن الدم لا يهدأ قال لهم: ويلكم يا بني إسرائيل، أصدقوني واصبروا على أمر ربكم، فقد طال ما ملكتم في الأرض، تفعلون فيها ما شئتم قبل أن لا أترك منكم نافخ نار، لا أنثى ولا ذكرا إلا قتلته، فلما رأوا الجهد وشدة القتل صدقوه الخبر، فقالوا له: إن هذا دم نبي منا كان ينهانا عن أمور كثيرة من سخط الله، فلو أطعناه فيها لكان أرشد لنا، وكان يخبرنا بأمركم، فلم نصدقه، فقتلناه، فهذا دمه! فقال لهم نبور زاذان: ما كان اسمه؟ قالوا:
يحيى بن زكريا، فقال: الآن صدقتموني! بمثل هذا ينتقم ربكم منكم، فلما رأى نبور زاذان أنهم صدقوه خر ساجدا وقال لمن حوله: غلقوا الأبواب، أبواب المدينة، وأخرجوا من كان ههنا من جيش خردوس. وخلافي بني إسرائيل ثم قال: يا يحيى بن زكريا، قد علم ربي وربك ما قد أصاب قومك من أجلك، وما قتل منهم من أجلك، فاهدأ بإذن الله قبل