من دون الله موئلا تئل إليه ومعدلا تعدل عنه إليه، لان قدرة الله محيطة بك وبجميع خلقه، لا يقدر أحد منهم على الهرب من أمر أراد به.
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: ملتحدا قال أهل التأويل، وإن اختلفت ألفاظهم في البيان عنه. ذكر من قال ذلك:
17343 - حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، في قوله: ملتحدا قال: ملجأ.
* - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ملتحدا قال: ملجأ.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
17344 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ولن تجد من دونه ملتحدا قال: موئلا.
* - حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: ملتحدا قال: ملجأ ولا موئلا.
17345 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
ولن تجد من دونه ملتحدا قال: لا يجدون ملتحدا يلتحدونه، ولا يجدون من دونه ملجأ ولا أحدا يمنعهم. والملتحد: إنما هو المفتعل من اللحد، يقال منه: لحدت إلى كذا: إذا ملت إليه ومنه قيل للحد: لحد، لأنه في ناحية من القبر، وليس بالشق الذي في وسطه، ومنه الالحاد في الدين، وهو المعاندة بالعدول عنه، والترك له. القول في تأويل قوله تعالى: * (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): واصبر يا محمد نفسك مع أصحابك