17005 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد قال: قالوا له: ائت آلهتنا فامسسها، فذلك قوله: شيئا قليلا.
وقال آخرون: إنما كان ذلك أن رسول الله (ص) هم أن ينظر قوما بإسلامهم إلى مدة سألوه الانظار إليها. ذكر من قال ذلك:
17006 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا وذلك أن ثقيفا كانوا قالوا للنبي (ص): يا رسول لله أجلنا سنة حتى يهدى لآلهتنا، فإذا قبضنا الذي يهدى لآلهتنا أخذناه، ثم أسلمنا وكسرنا الآلهة، فهم رسول الله (ص) أن يعطيهم، وأن يؤجلهم، فقال الله: ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن نبيه (ص)، أن المشركين كادوا أن يفتنوه عما أوحاه الله إليه ليعمل بغيره، وذلك هو الافتراء على الله وجائز أن يكون ذلك كان ما ذكر عنهم من ذكر أنهم دعوه إلى أن يمس آلهتهم، ويلم بها، وجائز أن يكون كان ذلك ما ذكر عن ابن عباس من أمر ثقيف، ومسألتهم إياه ما سألوه مما ذكرنا وجائز أن يكون غير ذلك، ولا بيان في الكتاب ولا في خبر يقطع العذر أي ذلك كان، والاختلاف فيه موجود على ما ذكرنا، فلا شئ فيه أصوب من الايمان بظاهره، حتى يأتي خبر يجب التسليم له ببيان ما عني بذلك منه.
وقوله: وإذا لاتخذوك خليلا يقول تعالى ذكره: ولو فعلت ما دعوك إليه من الفتنة عن الذي أوحينا إليك لاتخذوك إذا لأنفسهم خليلا، وكنت لهم وكانوا لك أولياء. القول في تأويل قوله تعالى * (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) *.
يقول تعالى ذكره: ولولا أن ثبتناك يا محمد بعصمتنا إياك عما دعاك إليه هؤلاء المشركون من الفتنة لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا يقول: لقد كدت تميل إليهم وتطمئن شيئا قليلا، وذلك ما كان (ص) هم به من أن يفعل بعض الذي كانوا سألوه فعله، فقال رسول الله (ص) فيما ذكر حين نزلت هذه الآية، ما: