بختنصر، ورجوع من بقي من بني إسرائيل في أيدي أصحاب بختنصر بعد هلاكة إلى الشام، وعمارة بيت المقدس، وأمر عزير وكيف رد الله عليه التوراة.
16674 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة عن ابن إسحاق، قال: ثم عمدت بنو إسرائيل بعد ذلك يحدثون الاحداث، يعني بعد مهلك عزير، ويعود الله عليهم، ويبعث زكريا ويحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم، وكانوا من بيت آل داود.
16675 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد بن إسحاق، عن عمر بن عبد الله بن عروة، عن عبد الله بن الزبير أنه قال، وهو يحدث عن قتل يحيى بن زكريا قال: ما قتل يحيى بن زكريا إلا بسبب امرأة بغي من بغايا بني إسرائيل، كان فيهم ملك، وكان يحيى بن زكريا تحت يدي ذلك الملك، فهمت ابنة ذلك الملك بأبيها، فقالت: لو أني تزوجت بأبي فاجتمع لي سلطانه دون النساء فقالت له: يا أبت تزوجني ودعته إلى نفسها، فقال لها: يا بنية إن يحيى بن زكريا لا يحل لنا هذا، فقالت: من لي بيحيى بن زكريا؟ ضيق علي، وحال بيني وبين أن أتزوج بأبي، فأغلب على ملكه ودنياه دون النساء! قال: فأمرت اللعابين (1) ومحلت بذلك لأجل قتل يحيى بن زكريا، فقالت:
ادخلوا عليه فالعبوا، حتى إذا فرغتم فإنه سيحكمكم (2)، فقولوا: دم يحيى بن زكريا، ولا تقبلوا غيره. وكان اسم الملك رواد، واسم ابنته البغي، وكان الملك فيهم إذا حدث فكذب، أو وعد فأخلف، خلع فاستبدل به غيره، فلما ألعبوه وكثر عجبه منهم، قال:
سلوني أعطكم، فقالوا له: نسألك دم يحيى بن زكريا أعطنا إياه! قال: ويحكم سلوني غير هذا! فقالوا: لا نسألك شيئا غيره. فخاف على ملكه إن هو أخلفهم أن يستحل بذلك خلعه، فبعث إلى يحيى بن زكريا وهو جالس في محرابه يصلي، فذبحوه في طست ثم حزوا رأسه، فاحتمله رجل في يده والدم يحمل في الطست معه. قال: فطلع برأسه يحمله حتى وقف به على الملك، ورأسه يقول في يدي الذي يحمله لا يحل لك ذلك! فقال رجل من بني إسرائيل: أيها الملك لو أنك وهبت لي هذا الدم؟ فقال: وما تصنع به؟ قال: أطهر منه الأرض، فإنه كان قد ضيقها علينا، فقال: أعطوه هذا الدم فأخذه فجعله في قلة، ثم عمد به إلى بيت في المذبح، فوضع القلة فيه، ثم أغلق عليه، ففار في القلة، حتى خرج منها من