ذكر لنا أن نبي الله (ص) خرج ذات يوم وهو ماد يديه رافع صوته يقول: من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار بعد ذلك فأبعده الله وأسحقه. ولكن كانوا يرون أنه من بر والديه، وكان فيه أدنى تقي، فإن ذلك مبلغه جسيم الخير. وقال جماعة من أهل العلم: إن قول الله جل ثناؤه: وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا منسوخ بقوله: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم. ذكر من قال ذلك:
16770 - حدثني علي بن داود، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ثم أنزل الله عز وجل بعد هذا: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى.
16771 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، قال في سورة بني إسرائيل إما يبلغان عندك الكبر أحدهما أو كلاهما... إلى قوله وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا فنسختها الآية التي في براءة ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى...
الآية.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال ابن عباس وقل رب ارحمهما... الآية، قال: نسختها الآية التي في براءة ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين... الآية.
وقد تحتمل هذه الآية أن تكون وإن كان ظاهرها عاما في كل الآباء بغير معنى النسخ، بأن يكون تأويلها على الخصوص، فيكون معنى الكلام: وقل رب ارحمهما إذا كانا مؤمنين، كما ربياني صغيرا، فتكون مرادا بها الخصوص على ما قلنا غير منسوخ منها شئ. وعنى بقول ربياني: نمياني. القول في تأويل قوله تعالى * (ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا) *.
يقول تعالى ذكره ربكم أيها الناس أعلم منكم بما في نفوسكم من