17383 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
وكان له ثمر الثمر الأصل. قال وأحيط بثمره قال: بأصله.
وكأن الذين وجهوا معناها إلى أنها أنواع من المال، أرادوا أنها جمع ثمار جمع ثمر، كما يجمع الكتاب كتبا، والحمار حمرا. وقد قرأ بعض من وافق هؤلاء في هذه القراءة ثمر بضم الثاء وسكون الميم، وهو يريد الضم فيها غير أنه سكنها طلب التخفيف. وقد يحتمل أن يكون أراد بها جمع ثمرة، كما تجمع الخشبة خشبا. وقرأ ذلك بعض المدنيين:
وكان له ثمر بفتح الثاء والميم، بمعنى جمع الثمرة، كما تجمع الخشبة خشبا. والقصبة قصبا.
وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب قراءة من قرأ وكان له ثمر بضم الثاء والميم لاجماع الحجة من القراء عليه وإن كانت جمع ثمار، كما الكتب جمع كتاب.
ومعنى الكلام: وفجرنا خلالهما نهرا وكان له منهما ثمر بمعنى من جنتيه أنواع من الثمار. وقد بين ذلك لمن وفق لفهمه، قوله: جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا ثم قال: وكان له من هذه الكروم والنخل والزرع ثمر.
وقوله: فقال لصاحبه وهو يحاوره يقول عز وجل: فقال هذا الذي جعلنا له جنتين من أعناب، لصاحبه الذي لا مال له وهو يخاطبه: أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا يقول:
وأعز عشيرة ورهطا، كما قال عيينة والأقرع لرسول الله (ص): نحن سادات العرب، وأرباب الأموال، فنح عنا سلمان وخبابا وصهيبا، احتقارا لهم، وتكبرا عليهم، كما:
17384 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا وتلك والله أمنية الفاجر: كثرة المال، وعزة النفر. القول في تأويل قوله تعالى: * (ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا) *.
يقول تعالى ذكره: هذا الذي جعلنا له جنتين من أعناب دخل جنته وهي بستانه وهو ظالم لنفسه وظلمه نفسه: كفره بالبعث، وشكه في قيام الساعة، ونسيانه المعاد إلى