بمعنى: أكثر، وذلك وإن كان كذلك، فإن الحلال الجيد وإن قل، أكثر من الحرام الخبيث وإن كثر. وقيل: فلينظر أيها فأضيف إلى كناية المدينة، والمراد بها أهلها، لان تأويل الكلام: فلينظر أي أهلها أزكى طعاما لمعرفة السامع بالمراد من الكلام. وقد يحتمل أن يكونوا عنوا بقولهم أيها أزكى طعاما: أيها أحل، من أجل أنهم كانوا فارقوا قومهم وهم أهل أوثان، فلم يستجيزوا أكل ذبيحتهم.
وقوله: فليأتكم برزق منه يقول: فليأتكم بقوت منه تقتاتونه، وطعام تأكلونه، كما:
17313 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن عبد الله بن عبيد بن عمير فليأتكم برزق منه قال: بطعام.
وقوله: وليتلطف يقول: وليترفق في شرائه ما يشتري، وفي طريقه ودخوله المدينة ولا يشعرن بكم أحدا يقول: ولا يعلمن بكم أحدا من الناس. وقوله: إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم يعنون بذلك: دقينوس وأصحابه قالوا: إن دقينوس وأصحابه إن يظهروا عليكم، فيعلموا مكانكم، يرجموكم شتما بالقول، كما:
17314 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، في قوله: إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم قال: يشتموكم بالقول، يؤذوكم.
وقوله: أو يعيدوكم في ملتهم يقول: أو يردوكم في دينهم، فتصيروا كفارا بعبادة الأوثان. ولن تفلحوا إذا أبدا يقول: ولن تدركوا الفلاح، وهو البقاء الدائم والخلود في الجنان، إذن: أي إن أنتم عدتم في ملتهم. أبدا: أيام حياتكم.. القول في تأويل قوله تعالى: * (وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) *.
يقول تعالى ذكره: وكما بعثناهم بعد طول رقدتهم كهيئتهم ساعة رقدوا، ليتساءلوا بينهم، فيزدادوا بعظيم سلطان الله بصيرة، وبحسن دفاع الله عن أوليائه معرفة كذلك أعثرنا عليهم يقول: كذلك أطلعنا عليهم الفريق الآخر الذين كانوا في شك من قدرة الله على