17011 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال:
سمعت الضحاك يقول في قوله ضعف الحياة وضعف الممات يعني عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.
وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول في قوله: إذا لأذقناك ضعف الحياة مختصر، كقولك: ضعف عذاب الحياة وضعف الممات فهما عذابان، عذاب الممات به ضوعف عذاب الحياة. وقوله ثم لا تجد لك علينا نصيرا يقول: ثم لا تجد لك يا محمد إن نحن أذقناك لركونك إلى هؤلاء المشركين لو ركنت إليهم، عذاب الحياة وعذاب الممات علينا نصيرا ينصرك علينا، ويمنعك من عذابك، وينقذك مما نالك منا من عقوبة. القول في تأويل قوله تعالى * (وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا) *.
يقول عز وجل: وإن كاد هؤلاء القوم ليستفزونك من الأرض: يقول: ليستخفونك من الأرض التي أنت بها ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا يقول: ولو أخرجوك منها لم يلبثوا بعدك فيها إلا قليلا، حتى أهلكهم بعذاب عاجل.
واختلف أهل التأويل في الذين كادوا أن يستفزوا رسول الله (ص) ليخرجوه من الأرض وفي الأرض التي أرادوا أن يخرجوه منها فقال بعضهم: الذين كادوا أن يستفزوا رسول الله (ص) من ذلك اليهود، والأرض التي أرادوا أن يخرجوه منها المدينة. ذكر من قال ذلك:
17012 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه ، قال: زعم حضرمي أنه بلغه أن بعض اليهود قال للنبي (ص): إن أرض الأنبياء أرض الشام، وإن هذه ليست بأرض الأنبياء، فأنزل الله وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها.
وقال آخرون: بل كان القوم الذين فعلوا ذلك قريشا، والأرض مكة. ذكر من قال ذلك:
17013 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله وإن كادوا