وإن عدتم يا معشر بني إسرائيل لمعصيتي وخلاف أمري، وقتل رسلي، عدنا عليكم بالقتل والسباء، وإحلال الذل والصغار بكم، بكم، فعادوا، فعاد الله عليهم بعقابه وإحلال سخطه بهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
16682 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عطية، عن عمر بن ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله: (عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا) قال:
عادوا فعاد، ثم عادوا فعاد، ثم عادوا فعاد. قال: فسلط الله عليهم ثلاثة ملوك من ملوك فارس: سندبادان وشهربادان وآخر.
* - حثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمى، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال الله تبارك وتعالى بعد الأولى والآخرة: (عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا) قال: فعادوا فسلط الله عليهم المؤمنين.
16683 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال (عسى ربكم أن يرحمكم) فعاد الله عليهم ما شاء أن يبعث من نقمته وعقوبته. ثم كان ختام ذلك أن بعث الله عليهم هذا الحي من العرب، فهم في عذاب منهم إلى يوم القيامة، قال الله عز وجل في آية أخرى (وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة) (1).... الآية، فبعث الله عليهم هذا الحي من العرب.
16684 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال (عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا) فعادوا، فبعث الله عليهم محمدا صلى الله عليه وسلم، فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون.
16685 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله يحيى وغيره من الأنبياء (عدنا) إليكم بمثل هذا.
وقوله: (وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: وجعلنا جهنم للكافرين سجنا يسجنون فيها. ذكر من قال ذلك: