(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا) *.
يقول تعالى ذكره لإبليس: إن عبادي الذين أطاعوني. فاتبعوا أمري وعصوك يا إبليس. ليس لك عليهم حجة.
وقوله: وكفى بربك وكيلا يقول جل ثناؤه لنبيه محمد (ص): وكفاك يا محمد ربك حفيظا، وقيما بأمرك. فانقد لامره. وبلغ رسالاته هؤلاء المشركين. ولا تخف أحدا، فإنه قد توكل بحفظك ونصرتك، كما:
16974 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا وعباده المؤمنون. وقال الله في آية أخرى إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون. القول في تأويل قوله تعالى: * (ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما) *.
يقول تعالى ذكره للمشركين به: ربكم أيها القوم هو الذي يسير لكم السفن في البحر. فيحملكم فيها لتبتغوا من فضله لتوصلوا بالركوب فيها إلى أماكن تجاراتكم ومطالبكم ومعايشكم، وتلتمسون من رزقه إنه كان بكم رحيما يقول: إن الله كان بكم رحيما حين أجرى لكم الفلك في البحر، تسهيلا منه بذلك عليكم التصرف في طلب فضله في البلاد النائية التي لولا تسهيله ذلك لكم لصعب عليكم الوصول إليها. وبنحو ما قلنا في قوله: يزجي لكم قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
16975 - حدثني علي بن داود، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي. عن ابن عباس. قوله: ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر يقول: يجري الفلك.
16976 - حدثني محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة (ربكم الذين يزجي لكم الفلك في البحر قال: يسيرها في البحر.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر قال: يجري.