حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثنا، المثنى، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، وحدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، وحدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله عن ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: * (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) * قال: هي المساكن والأنعام، وما يرزقون منها، والسرابيل من الحديد والثياب تعرف هذا كفار قريش، ثم تنكره بأن تقول:
هذا كان لآبائنا، فروحونا (1) إياه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين قال: حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، بنحوه، إلا أنه قال: فورثونا إياها. وزاء في الحديث عن ابن جريح، قال ابن نعمة ثم إنكار هم إياها كفرهم بعد.
وقال آخرون في ذلك ما:
حدثنا: ابن وكيع، قال: ثنا معاوية، عن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن ليث، عن عون بن عبد الله بن عتبة: * (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) * قال: إنكار هم إياها، أن يقول الرجل، لولا فلان، ما كان وكذا، ولولا فلان ما أصبت كذا وكذا.
وقال آخرون: معنى ذلك أن الكفار إذا قيل لهم: من رزقكم؟ أقروا بأن الله هو الذي رزقهم، ثم ينكرون ذلك بقولهم: رزقنا ذلك بشفاعة آلهتنا.
وأولى الأقوال: في ذلك الصواب وأشبهها بتأويل الآية، قول من قال: عني بالنعمة التي ذكرها الله في قوله * (يعرفون نعمة الله) * النعمة عليهم بإرسال محمد (ص) إليهم داعيان إلى بعث به، فأولى ما بينهما أن يكون في معنى ما قبله وما بعده إذ لم يكن معنى يدل على انصرافه عما قبله وعما بعده، فالذي قبل هذه الآية، قوله: * (فإن تولوا فإنما عليك البلاغ انصرافه ما المبين يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) * وما بعده: * (ويوم نبعث من كل أمة شهيدا) * وهو رسولها. فإذا كان ذلك كذلك، فمعنى الآية، يعرف هؤلاء المشركون، بالله نعمة الله عليهم يا محمد بك، ثم ينكرونك، ويجحدون نبوتك * (وأكثر هم الكافرون) * يقول: أكثر قومك الجاحدون نبوتك، لا المقرون بها. القول في تأويل قوله تعالى: