لطف فقرب من الأرض جسمه، ويقال له الفرش. وأحسبها سميت بذلك تمثيلا لها في استواء أسنانها ولطفها بالفرش من الأرض، وهي الأرض المستوية التي يتوطؤها الناس.
فأما الحمولة بضم الحاء: فإنها الأحمال، وهي الحمول أيضا بضم الحاء.
القول في تأويل قوله تعالى: كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين.
يقول جل ثناؤه: كلوا مما رزقكم الله أيها المؤمنون، فأحل لكم ثمرات حروثكم وغروسكم ولحوم أنعامكم، إذ حرم بعض ذلك على أنفسهم المشركون بالله، فجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا، وللشيطان مثله، فقالوا: هذا لله بزعمهم، وهذا لشركائنا. ولا تتبعوا خطوات الشيطان كما اتبعها باحرو البحيرة ومسيبو السوائب، فتحرموا على أنفسكم من طيب رزق الله الذي رزقكم ما حرموه، فتطيعوا بذلك الشيطان وتعصوا به الرحمن. كما:
10941 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
ولا تتبعوا خطوات الشيطان: لا تتبعوا طاعته هي ذنوب لكم، وهي طاعة للخبيث.
إن الشيطان لكم عدو يبغي هلاككم وصدكم عن سبيل ربكم، مبين قد أبان لكم عدوانه بمناصبته أباكم بالعداوة، حتى أخرجه من الجنة بكيده وخدعه، وحسدا منه له وبغيا عليه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل ء آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين) *.
وهذا تقريع من الله جل ثناؤه العادلين به الأوثان من عبدة الأصنام الذي بحروا البحائر وسيبوا السوائب ووصلوا الوصائل، وتعليم منه نبيه (ص) والمؤمنين به، الحجة عليهم في تحريمهم ما حرموا من ذلك، فقال للمؤمنين به وبرسوله: وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات ومن الانعام أنشأ حمولة وفرشا. ثم بين جل ثناؤه الحمولة والفرش، فقال: ثمانية أزواج وإنما نصب الثمانية، لأنها ترجمة عن الحمولة والفرش وبدل منها كأن معنى الكلام: ومن الانعام أنشأ ثمانية أزواج فلما قدم قبل الثمانية الحمولة والفرش بين ذلك بعد، فقال: ثمانية أزواج على ذلك المعنى من الضأن اثنين