إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم وذلك أن المعنى هداني ربي إلى دين قويم، فاهتديت له دينا قيما، فالدين منصوب من المحذوف الذي هو اهتديت الذي ناب عنه قوله: إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم. وقال بعض نحويي البصرة: إنما نصب ذلك لأنه لما قال: هداني ربي إلى صراط مستقيم قد أخبر أنه عرف شيئا، فقال: دينا قيما كأنه قال: عرفت دينا قيما ملة إبراهيم. وأما معنى الحنيف، فقد بينته في مكانه في سورة البقرة بشواهده بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ئ لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): قل يا محمد لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان والأصنام، الذين يسألونك أن تتبع أهواءهم على الباطل من عبادة الآلهة والأوثان: إن صلاتي ونسكي يقول: وذبحي. ومحياي يقول: وحياتي. ومماتي يقول:
ووفاتي. لله رب العالمين يعني أن ذلك كله له خالصا دون ما أشركتم به أيها المشركون من الأوثان. لا شريك له في شئ من ذلك من خلقه، ولا لشئ منهم فيه نصيب، لأنه لا ينبغي أن يكون ذلك إلا له خالصا. وبذلك أمرت يقول: وبذلك أمرني ربي. وأنا أول المسلمين يقول: وأنا أول من أقر وأذعن وخضع من هذه الأمة لربه، بأن ذلك كذلك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال: النسك في هذا الموضع:
الذبح:
11118 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد: إن صلاتي ونسكي قال: النسك:
الذبائح في الحج والعمرة.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: ونسكي: ذبيحتي في الحج والعمرة.