حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
10860 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن نمير، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية: سيجزيهم وصفهم: أي كذبهم.
10861 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: سيجزيهم وصفهم: أي كذبهم.
وأما قوله: حكيم عليم فإنه يقول جل ثناؤه: إن الله في مجازاتهم على وصفهم الكذب وقيلهم الباطل عليه، حكيم في سائر تدبيره في خلقه، عليم بما يصلحهم وبغير ذلك من أمورهم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين) *.
يقول تعالى ذكره: قد هلك هؤلاء المفترون على ربهم الكذب، العادلون به الأوثان والأصنام، الذين زين لم شركاؤهم قتل أولادهم، وتحريم ما حرمت عليهم من أموالهم، فقتلوا طاعة لها أولادهم، وحرموا ما أحل الله لهم، وجعله لهم رزقا من أنعامهم سفها منهم، يقول: فعلوا ما فعلوا من ذلك جهالة منهم بما لهم وعليهم، ونقص عقول، وضعف أحلام منهم، وقلة فهم بعاجل ضره وآجل مكروهه من عظيم عقاب الله عليه لهم. افتراء على الله يقول: تكذيبا على الله وتخرصا عليه الباطل. قد ضلوا يقول:
قد تركوا محجة الحق في فعلهم ذلك، وزالوا عن سواء السبيل. وما كانوا مهتدين يقول: ولم يكن فاعلو ذلك على هدى واستقامة في أفعالهم التي كانوا يفعلون قبل ذلك، ولا كانوا مهتدين للصواب فيها ولا موفقين له. ونزلت هذا الآية في الذين ذكر الله خبرهم في هذه الآيات، من قوله: وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا الذين كانوا يبحرون البحائر، ويسيبون السوائب، ويئدون البنات. كما: