في كفه، فقال: يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليهم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ثم نظر إلى الرسل فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون.
بثهم.
فإن قال قائل: ما جواب قوله: إما يأتننكم رسل منكم؟ قيل: قد اختلف أهل العربية في ذلك، فقال بعضهم في ذلك: الجواب مضمر، يدل عليه ما ظهر من الكلام، وذلك قوله: فمن اتقى وأصلح وذلك لأنه حين قال: فمن اتقى وأصلح كأنه قال:
فأطيعوهم.
وقال آخرون منهم: الجواب: فمن اتقى، لان معناه، فمن اتقى منكم وأصلح.
قال: ويدل على أن ذلك كذلك، تبعيضه الكلام، فكان في التبعيض اكتفاء من ذكر منكم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) *.
يقول جل ثناؤه: وأما من كذب بأنباء رسلي التي أرسلتها إليه وجحد توحيدي وكفر بما جاء به رسلي واستكبر عن تصديق حججي وأدلتي، فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يقول: هم في نار جهنم ماكثون، لا يخرجون منها أبدا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) *.
يقول تعالى ذكره: فمن أخطأ فعلا وأجهل قولا وأبعد ذهابا عن الحق والصواب ممن افترى على الله كذبا يقول: ممن اختلق على الله زورا من القول، فقال إذا فعل