يقول في قوله: ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن قال: ما ظهر الخمر، وما بطن: الزنا.
القول في تأويل قوله تعالى: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون.
يقول تعالى ذكره: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق يعني بالنفس التي حرم الله قتلها: نفس مؤمن أو معاهد. وقوله: إلا بالحق يعني: بما أباح قتلها به من أن تقتل نفسا فتقتل قودا بها، أو تزني وهي محصنة فترجم، أو ترتد عن دينها الحق فتقتل فذلك الحق الذي أباح الله جل ثناؤه قتل النفس التي حرم على المؤمنين قتلها به. ذلكم يعني: هذه الأمور التي عهد إلينا فيها ربنا أن لا نأتيه وأن لا ندعه، هي الأمور التي أوصانا والكافرين بها أن نعمل جميعا به. لعلكم تعقلون يقول: وصاكم بذلك لعلكم تعقلون ما وصاكم به ربكم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون) *.
يعني جل ثناؤه بقوله: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ولا تقربوا ماله إلا بما فيه صلاحه وتثميره. كما:
11008 - حدثني المثنى، قال: ثنا الحماني، قال: ثنا شريك، عن ليث، عن مجاهد: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن قال: التجارة فيه.
11009 - حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن فليثمر ماله.
11010 - حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا فضيل بن مرزوق العنزي، عن سليط بن بلال، عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن قال: يبتغي له فيه، ولا يأخذ من ربحه شيئا.