11477 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: والبلد الطيب والذي خبث قال: كل ذلك من أرض السباخ وغيرها مثل آدم وذريته، فيهم طيب وخبيث.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بنحوه.
11478 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا قال: هذا مثل ضربه الله في الكافر والمؤمن.
11479 - حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد، يعني ابن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذي خبث هي السبخة لا يخرج نباتها إلا نكدا. والنكد: الشئ القليل الذي لا ينفع كذلك القلوب لما نزل القرآن، فالقلب المؤمن لما دخله القرآن آمن به، وثبت الايمان فيه والقلب الكافر لما دخله القرآن لم يتعلق منه بشئ ينفعه، ولم يثبت فيه من الايمان شئ إلا ما لا ينفع، كما لم يخرج هذا البلد إلا ما لا ينفع من النبات.
11480 - حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا أبو سعد، عن مجاهد:
والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا قال: الطيب ينفعه المطر فينبت، والذي خبث السباخ لا ينفعه المطر لا يخرج نباته إلا نكدا، قال: هذا مثل ضربه الله لآدم وذريته كلهم، إنما خلقوا من نفس واحدة، فمنهم من آمن بالله وكتابه فطاب ومنهم من كفر بالله وكتابه فخبث. القول في تأويل قوله تعالى:
* (لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) *.
أقسم ربنا جل ثناؤه للمخاطبين بهذه الآية أنه أرسل نوحا إلى قومه منذرهم بأسه، ومخوفهم سخطه على عبادتهم غيره، فقال لمن كفر منهم: يا قوم اعبدوا الله الذي له العبادة، وذلوا له بالطاعة واخضعوا له بالاستكانة، ودعوا عبادة ما سواه من الأنداد والآلهة، فإنه ليس لكم معبود يستوجب عليكم العبادة غيره، فإني أخاف عليكم إن