وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
11040 - حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: وإن كنا عن دراستهم لغافلين يقول: وإن كنا عن تلاوتهم لغافلين.
11041 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: وإن كنا عن دراستهم لغافلين أي عن قراءتهم.
11042 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:
وإن كنا عن دراستهم لغافلين قال: الدراسة: القراءة والعلم وقرأ: ودرسوا ما فيه قال: علموا ما فيه لم يأتوه بجهالة.
11043 - حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: وإن كنا عن دراستهم لغافلين يقول: وإن كنا عن قراءتهم لغافلين لا نعلم ما هي. القول في تأويل قوله تعالى:
* (أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون) *.
يقول تعالى ذكره: وهذا كتاب أنزلناه مبارك، لئلا يقول المشركون من عبدة الأوثان من قريش: إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا، أو لئلا يقولوا: لو أنا أنزل علينا الكتاب كما أنزل على هاتين الطائفتين من قبلنا، فأمرنا فيه ونهينا، وبين لنا فيه خطأ ما نحن فيه من صوابه. لكنا أهدى منهم: أي لكنا أشد استقامة على طريق الحق واتباعا للكتاب، وأحسن عملا بما فيه من الطائفتين اللتين أنزل عليهما الكتاب من قبلنا. يقول الله:
فقد جاءكم بينة من ربكم يقول: فقد جاءكم كتاب بلسانكم عربي مبين، حجة عليكم واضحة بينة من ربكم. وهدى يقول: وبيان للحق، وفرقان بين الصواب والخطأ.
ورحمة لمن عمل به واتبعه. كما: