شيئا فقد كفر بما أنزل الله على أنبيائه لقوله: ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) *.
يقول تعالى ذكره: ادعوا أيها الناس ربكم وحده، فأخلصوا له الدعاء دون ما تدعون من دونه من الآلهة والأصنام. تضرعا يقول: تذللا واستكانة لطاعته. وخفية يقول:
بخشوع قلوبكم وصحة اليقين منكم بوحدانيته فيما بينكم وبينه، لا جهارا مراءاة، وقلوبكم غير موقنة بوحدانيته وربوبيته، فعل أهل النفاق والخداع لله ولرسوله. كما:
11468 - حدثني المثنى، قال: ثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن المبارك فضالة، عن الحسن، قال: إن كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر جاره، وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزوار وما يشعرون به. ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون على أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا. ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم وذلك أن الله يقول: ادعوا ربكم تضرعا وخفية وذلك أن الله ذكر عبدا صالحا، فرضي فعله فقال: إذ نادى ربه نداء خفيا.
11469 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى، قال: كان النبي (ص) في غزاة، فأشرفوا على واد يكبرون ويهللون ويرفعون أصواتهم، فقال: أيها الناس اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا معكم.
11470 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، قوله: ادعوا ربكم تضرعا وخفية قال: السر.