وأشعث يشهى النوم قلت له ارتحل * إذا ما النجوم أعرضت واسبطرت فقام يجر البرد لو أن نفسه * يقال له خذها بكفيك خرت القول في تأويل قوله تعالى:
* (وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) *.
يقول تعالى ذكره: وما كان جواب قوم لوط للوط إذ وبخهم على فعلهم القبيح وركوبهم ما حرم الله عليهم من العمل الخبيث إلا أن قال بعضهم لبعض: أخرجوا لوطا وأهله ولذلك قيل: أخرجوهم، فجمع وقد جرى قبل ذكر لوط وحده دون غيره. وقد يحتمل أن يكون إنما جمع بمعنى: أخرجوا لوطا ومن كان على دينه من قريتكم، فاكتفى بذكر لوط في أول الكلام عن ذكر أتباعه، ثم جمع في آخر الكلام، كما قيل: يا أيها النبي إذا طلقتم النساء وقد بينا نظائر ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
إنهم أناس يتطهرون يقول: إن لوطا ومن تبعه أناس يتنزهون عما نفعله نحن من إتيان الرجال في الادبار.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
11516 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا هانئ بن سعيد النخعي، عن الحجاج، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد: إنهم أناس يتطهرون قال: من أدبار الرجال وأدبار النساء.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن مجاهد: إنهم أناس يتطهرون من أدبار الرجال وأدبار النساء.
حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج، قال: ثنا حماد، عن الحجاج، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد في قوله: إنهم أناس يتطهرون قال: يتطهرون من أدبار الرجال والنساء.