11161 - حدثني عمرو بن مالك، قال: ثنا يحيى بن سليم الطائفي، عن هشام، عن ابن سيرين، قال: أول من قاس إبليس، وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس.
11162 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا محمد بن كثير، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن الحسن، قوله: خلقتني من نار وخلقته من طين قال:
قاس إبليس وهو أول من قاس.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
11163 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك عن ابن عباس، قال: لما خلق الله آدم قال للملائكة الذين كانوا مع إبليس خاصة دون الملائكة الذين في السماوات: اسجدوا لآدم فسجدوا كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر، لما كان حدث نفسه من كبره واغتراره، فقال: لا أسجد له، وأنا خير منه، وأكبر سنا، وأقوى خلقا، خلقتني من نار وخلقته من طين. يقول: إن النار أقوى من الطين.
11164 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: خلقتني من نار قال: ثم جعل ذريته من ماء.
قال أبو جعفر: وهذا الذي قاله عدو الله ليس لما سأله عنه بجواب، وذلك أن الله تعالى ذكره قال له: ما منعك من السجود؟ فلم يجب بأن الذي منعه من السجود: أنه خلقه من نار، وخلق آدم من طين، ولكنه ابتدأ خبرا عن نفسه، فيه دليل على موضع الجواب، فقال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين) *.
يعني بذلك جل ثناؤه: قال الله لإبليس عند ذلك: فاهبط منها وقد بينا معنى الهبوط فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته. فما يكون لك أن تتكبر فيها يقول تعالى ذكره: فقال الله له: اهبط منها يعني: من الجنة فما يكون لك، يقول: فليس لك أن تستكبر في الجنة عن طاعتي وأمري.
فإن قال قائل: هل لاحد أن يتكبر في الجنة؟ قيل: إن معنى ذلك بخلاف ما إليه