بما وصلوا بها إلى علمه من ذلك. وأما دار السلام، فهي دار الله التي أعدها لأوليائه في الآخرة جزاء لهم على ما أبلوا في الدنيا في ذات الله وهي جنته. والسلام: اسم من أسماء الله تعالى، كما قال السدي.
10806 - حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: لهم دار السلام عند ربهم الله هو السلام، والدار: الجنة.
وأما قوله: وهو وليهم فإنه يقول: والله ناصر هؤلاء القوم الذين يذكرون آيات الله. بما كانوا يعملون يعني جزاء بما كانوا يعملون من طاعة الله، ويتبعون رضوانه.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم) *.
يعني تعالى ذكره بقوله: ويوم يحشرهم جميعا: ويوم يحشر هؤلاء العادلين بالله الأوثان والأصنام وغيرهم من المشركين مع أوليائهم من الشياطين الذين كانوا يوحون إليهم زخرف القول غرورا ليجادلوا به المؤمنين، فيجمعهم جميعا في موقف القيامة. يقول للجن: يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وحذف يقول للجن من الكلام اكتفاء بدلالة ما ظهر من الكلام عليه منه.
وعني بقوله: قد استكثرتم من الانس استكثرتم من إضلالهم وإغوائهم. كما:
10807 - حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: قوله: ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس يعني: أضللتم منهم كثيرا.
10808 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس قال: قد أضللتم كثيرا من الانس.
10809 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: قد استكثرتم من الانس قال: كثر من أغويتم.