قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فلا يزال يقع من تأويله أمر حتى يتم تأويله يوم القيامة، ففي ذلك أنزل: هل ينظرون إلا تأويله حيث أثاب الله تبارك وتعالى أولياءه وأعداءه ثواب أعمالهم، يقول يومئذ الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق...
الآية.
11459 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله قال: يوم القيامة.
11460 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
يوم يأتي تأويله قال: يأتي تحقيقه. وقرأ قول الله تعالى: هذا تأويل رؤياي من قبل قال: هذا تحقيقها. وقرأ قول الله: وما يعلم تأويله إلا الله قال: ما يعلم حقيقته ومتى يأتي إلا الله تعالى.
وأما قوله: يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل فإن معناه: يوم يجئ ما يئول إليه أمرهم من عقاب الله، يقول الذين نسوه من قبل: أي يقول الذين ضيعوا وتركوا ما أمروا به من العمل المنجيهم مما آل إليه أمرهم يومئذ من العذاب من قبل ذلك في الدنيا: لقد جاءت رسل ربنا بالحق أقسم المساكين حين عاينوا البلاء وحل بهم العقاب أن رسل الله التي أتتهم بالنذارة وبلغتهم عن الله الرسالة، قد كانت نصحت لهم وصدقتهم عن الله، وذلك حين لا ينفعهم التصديق ولا ينجيهم من سخط الله وأليم عقابه كثرة القيل والقال.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
11461 - حدثني محمد بن عمرو بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال:
ثنا أسباط، عن السدي: يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق أما الذين نسوه فتركوه، فلما رأوا ما وعدهم أنبياؤهم استيقنوا فقالوا: قد جاءت رسل ربنا بالحق.
11462 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: يقول الذين نسوه قال: أعرضوا عنه.