التي في قوله: فصلناه ولو نصب على فعل فصلناه، فيكون المعنى: فصلنا الكتاب كذلك كان صحيحا ولو قرئ هدى ورحمة كان في الاعراب فصيحا، وكان خفض ذلك بالرد على الكتاب. القول في تأويل قوله تعالى:
* (هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون) *.
يقول تعالى ذكره: هل ينظرون إلا تأويله هل ينتظر هؤلاء المشركون الذين يكذبون بآيات الله ويجحدون لقاءه، إلا تأويله؟ يقول: إلا ما يؤول إليه أمرهم من ورودهم على عذاب الله، وصليهم جحيمه، وأشباه هذا مما أوعدهم الله به. وقد بينا معنى التأويل فيما مضى بشواهده بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
11455 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:
هل ينظرون إلا تأويله: أي ثوابه يوم يأتي تأويله أي ثوابه.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، قال: ثنا معمر، عن قتادة: هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله قال: تأويله: عاقبته.
11456 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو أسامة، عن شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: هل ينظرون إلا تأويله قال: جزاءه، يوم يأتي تأويله قال: جزاؤه.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن أبي زائدة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
11457 - حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: هل ينظرون إلا تأويله أما تأويله: فعواقبه مثل وقعة بدر، والقيامة، وما وعد فيه من موعد.
11458 - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس في قوله: هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من