ومن ذلك: أن دباغة الجلد للكتابة عليه كانت أمرا معروفا عاديا، فقد اشترى عمر جلدا وكتب عليه التوراة.. قال السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 148:
(وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن أبي قلابة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر برجل يقرأ كتابا فاستمعه ساعة فاستحسنه، فقال للرجل أكتب لي من هذا الكتاب.
قال نعم، فاشترى أديما فهيأه ثم جاء به إليه فنسخ له في ظهره وبطنه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقرؤه عليه وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلون، فضرب رجل من الأنصار بيده الكتاب وقال: ثكلتك أمك يا بن الخطاب! أما ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم، وأنت تقرأ عليه هذا الكتاب؟!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك إنما بعثت فاتحا وخاتما وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه واختصر لي الحديث اختصارا، فلا يهلكنكم المتهوكون).
ومن ذلك: أن عادة وضع القلم وراء الأذن كانت من ذلك الزمان.. قال أحمد في مسنده ج 5 ص 193:
(... عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، قال فكان زيد يروح إلى المسجد وسواكه على أذنه بموضع قلم الكاتب، ما تقام صلاة إلا استاك قبل أن يصلي).
وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 356 رواية لا يصححها علماء الشيعة ولا السنة، ولكنها تدل على المقصود، قال:
(عن عائشة قالت لما كان يوم أم حبيبة من النبي صلى الله عليه وسلم دق الباب داق فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنظروا من هذا قالوا معاوية قال ائذنوا ودخل وعلى أذنه قلم يخط به، فقال ما هذا القلم على أذنك يا معاوية، قال قلم أعددته لله ولرسوله فقال جزاك الله عنا خيرا...).
ومن ذلك: أن بعضهم كان يكتب أسئلته ويرسلها يستفتي بها.. فقد روى البيهقي في سننه ج 9 ص 241:
(... عبد الله بن أبي الهذيل قال أمرني ناس من أهلي أن أسأل لهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن أشياء فكتبتها في صحيفة فأتيته لأسأله فإذا عنده ناس يسألونه