وإما أن المتن باطل، فهو من عنت ابن حبان وغلوائه، وإلا فكيف يكون باطلا وقد جاءت له شواهد كثيرة يقطع الواقف عليها بصحته، كيف لا وبعض طرقه صحيح لذاته؟! فروى عبد الله بن لهيعة: أنا عبد الله بن هبيرة قال: سمعت أبا تميم الجيشاني يقول: سمعت عمرو بن العاص يقول:
أخبرني رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال " إن الله عز وجل زادكم صلاة، فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الصبح، الوتر الوتر " ألا وإنه أبو بصرة الغفاري، قال أبو تميم: فكنت أنا وأبو ذر قاعدين فأخذ بيدي أبو ذر فانطلقنا إلى أبي بصرة، فوجدناه عند الباب الذي يلي دار عمرو بن العاص، فقال أبو ذر: أنت سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) (فذكر الحديث)؟ قال: نعم، قال: أنت سمعته؟ قال: نعم، قال: أنت سمعته؟ قال: نعم.
أخرجه أحمد (6 / 397) ثنا يحيى بن إسحاق أنا ابن لهيعة به. ورواه الطحاوي (1 / 250): حدثنا علي بن شيبة ثنا أبو عبد الرحمن المقري قال ثنا ابن لهيعة به (وسقط من السند عبد الله بن هبيرة). ورواه الطبراني في الكبير (1 / 104 / 2) من طريق ثالث عن ابن لهيعة به.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن لهيعة وهو إنما يخشى منه سوء حفظه بسبب احتراق كتبه وهذا مأمون منه هنا لأن من الرواة عنه أبو عبد الرحمن المقري واسمه عبد الله بن يزيد. قال عبد الغني بن سعيد الأزدي:
إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح: ابن المبارك، وابن وهب، والمقري. وذكر الساجي وغيره مثله.
قلت: فصح بذلك إسناد الحديث. والحمد لله.
على أن ابن لهيعة لم ينفرد به فقال الإمام أحمد (6 / 7): ثنا علي بن إسحاق ثنا عبد الله - يعني ابن المبارك - أنا سعيد بن بزيد حدثني ابن هبيرة به.
ورواه الطبراني في الكبير (1 / 100) من طريق آخر عن ابن المبارك به.
قلت: فهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم فهذه متابعة