أي من يوم خلق السماوات فإنه أي الانفاق أو الذي أنفق (لم يغض) أي لم ينقص (ما في يمينه) أي الذي في يمينه (وعرشه على الماء) حال من ضمير خلق ومناسبة ذكر العرض هنا أن السامع هنا يتطلع من قوله خلق السماوات والأرض ما كان قبل ذلك فذكر ما يدل على أن عرشه قبل خلق السماوات والأرض كان على الماء كما وقع في حديث عمران بن حصين بلفظ كان الله ولم يكن شئ قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض (وبيده الأخرى الميزان) قال الخطابي الميزان هنا مثل وإنما هو قسمته بالعدل بين الخلق (يخفض ويرفع) أي يوسع الرزق على من يشاء ويقتر كما يصنعه الوزان عند الوزن يرفع مرة ويخفض أخرى وأئمة السنة على وجوب الإيمان بهذا وأشباهه من غير تفسير بل يجري على ظاهره ولا يقال كيف قاله العيني قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان قوله (وهذا الحديث في تفسير هذه الآية) وقالت اليهود لما ضيق عليهم بتكذيبهم النبي بعد أن كانوا أكثر الناس مالا يد الله مغلولة مقبوضة عن إدرار الأرزاق علينا كنوا به عن البخل تعالى عن ذلك قال تعالى غلت أمسكت أيديهم عن فعل الخيرات دعاء عليهم وبقية الآية مع تفسيرها هكذا ولعنوا بما قالوا أي طردوا عن رحمة الله بسبب ما قالوا بل يداه مبسوطتان مبالغة في الوصف بالجود وثنى اليد لإفادة الكثرة إذ غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطي بيده ينفق كيف يشاء من توسيع وتضييق لا اعتراض عليه قوله (وهذا الحديث قال الأئمة يؤمن به كما جاء الخ) تقدم الكلام في هذه المسألة في باب فضل الصدقة من أبواب الزكاة قوله (أخبرنا الحارث بن عبيد) الإيادي بكسر الهمزة بعدها تحتانية أبو قدامة البصري صدوق يخطئ من الثامنة
(٣٢٥)