فقال: كما قلت في ابنه.
فقلت: فما تقول في خليفة حبس الأول ودس إليه السم حتى قتله، وخليفة قتل الابن أيضا بالسم بعد الاعتراف بفضله والمبايعة له بولاية العهد؟
فقال: ومن ذلك وهذا؟
فقلت: الخليفة الأول هارون لرشيد فإنه حبس الإمام موسى بن جعفر عليه السلام في حبس السندي بن شاهك مدة من الزمان وأعطاه السم، فدسه إليه في الحبس وقد ثبت ذلك في الأخبار الصحيحة، والخليفة الثاني ولده المأمون فإنه قد اشتهر عند الكل أنه كان يعظم الرضا وعقد له ولاية العهد بعده، ثم إنه بعد ذلك قتله بالسم ثبت ذلك عند أكثر أهل العلم ولم يخالف منهم إلا قليل.
فقال لي: أريد أن تريني ذلك في مصنفات العلماء.
فقلت: من علمائنا أم علمائكم؟ فقال: أريد من الطرفين.
فقلت: اما من طريقنا فكثير، مثل كتاب ارشاد المفيد وكتاب عيون الأخبار لابن بابويه القمي وكتاب كشف الغمة للأربلي وغيرها، وكان بالاتفاق في بيت السيد كتاب عيون الأخبار فأوقفته على قصة الإمام الكاظم مع الرشيد في بيت السيد كتاب عيون الأخبار فأوقفته على قصة الإمام الكاظم مع الرشيد وما جرى عليه من الأمور المنكرة وما قتل من بني هاشم وما أخافوا منهم حتى تفرقوا في البلاد، وما حبس منهم حتى ماتوا في السجون والاغلال.
فأنكر عليه غاية الانكار، وبكى لما جرى على بني هاشم واعترف بصحة قولي.
وأما من طريقكم فلم يحضرني الان شئ من كتبكم.
فقال السيد محسن: بل عندي كتاب يسمى كتاب العاقبة من مصنفات بعض الشافعية فلعل فيه شئيا من ذلك.
فقلت: هات الكتاب، فجاء به، ففتشناه فوجدناه يشتمل على ذكر عواقب