وإخوانه إلى النجف الأشرف ليلة 21 شهر رمضان من عام 1349 ه ق وزيارته للامام المترجم له - يعني المرحوم كاشف الغطاء - في داره ومشاهدة مكتبة الامام في مدرسته العلمية، فكان لملاقاتهم له أثر بالغ في نفوسهم. وإليك ما دار بينهم من المناظرات والمسألة لتقف على المواهب العالية كيف يخص الله تعاللى بعض عباده بها؟
قال سماحته لاحمد أمين: من العسير أن يلم ما حول النجف وأوضاعها وهي تلك المدينة العلمية المهمة شخص لا يلبث فيها أكثر من سواد ليلة واحدة، فإني قد دخلت مصركم قبل عشرين سنة، ومكثت فيها مدة ثلاثة أشهر متجولا في بلدانها باحثا ومنقبا، ثم فارقتها وأنا لا أعرف من أوضاعها شيئا إلا قليلا ضمنته أبياتا أتذكر منها:
تبزغ شمس العلى ولكن * من أفقها ذلك البزوغ ومثلما تنبغ البرايا * كذا لبلدانها نبوغ أكث شئ يروج فيها * اللهو والزهو والنزوغ فضحكوا من كلمة النزوغ.
قال الأستاذ أحمد أمين مخاطبا الشيخ: قلتم هذا قبل عشرين سنة؟
قال: نعم وقبل أن ينبغ طه حسين ويبزغ سلامة موسى ويبزغ فجر الاسلام وقد ضمنته - مخطابا أحمد أمين - من التلفيقات عن مذهب الشيعة مالا يحسن بالباحث المؤرخ اتباعه.
أحمد أمين: ولكن ذنب الشيعة أنفسهم إذ لم يتصدوا إلى نشر حقيقة مذهبهم في الكتب والصحف يطلع العالم عليه.
الشيخ: هذا كسابقة... فإن كتب الشيعة مطبوعة ومبذولة أكثر من أي كتب وأي مذهب آخر وبينها ما هو مطبوع في مصر وما هو مطبوع في سوريا عدا ما هو مطبوع في الهند وفارس والعراق وغيرها، هذا فضلا عما يلزم للمؤرخ من