نتيجة البحث المقارن بين روايات سيف المختلقة في الفتن والروايات الصحيحة روى سيف أن يهوديا من صنعاء اليمن اسمه عبد الله بن سبأ ابن الأمة السوداء تظاهر على عهد عثمان بالاسلام وسار في عواصم البلاد الاسلامية ومدنها: المدينة والشام والكوفة ومصر يدعو إلى القول برجعة الرسول بعد وفاته وأن عليا وصيه وأن عثمان غاصب حق هذا الوصي، فيجب الوثوب عليه لارجاع الحق إلى أهله فآمن به أبرار صحابة رسول الله (ص) نظراء أبي ذر وعمار وحجر بن عدي إلى عشرات أمثالهم ممن سماهم بالسبأية وان ابن سبأ اليهودي علم هؤلاء أن يدعو الناس إلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يكتبوا في عيب ولاتهم ويثيروا الناس عليهم ففعلوا وأن عمار كان قد خرف كما أخبر عنه الرسول وكذلك أبو ذر فامتثل السبأيون الصحابة والتابعون تعليمات ابن سبأ وجلبوا الناس إلى المدينة وقتلوا عثمان في داره وبايعوا عليا وسار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة للطلب بدم عثمان وسار خلفهم الإمام علي والتقوا خارج البصرة وتذكروا في الصلح وقر رأيهم على الصلح فتخوف السبأيون (1) من سوء عاقبتهم واندسوا في الجيشين ليلا وتراموا بالسهام من الجانبين وأثاروا الحرب بين الجيشين فقامت الحرب بين الطرفين دون أن ينتبه إلى مكيدتهم من الجيشين أحد، لم ينتبهوا هم وقادتهم إلى من يرمي السهام مع أن رماة السهام كانوا مندسين بين صفوفهم.
قال سيف: هكذا وقعت الحرب وانتهت بنصرة جيش الإمام علي.
روى سيف هذه الأخبار في مئات من رواياته المختلقة ورواها عمن اختلقهم من الرواة من ضمنهم من ذكر اسمهم في الروايات السابقة، وقد أشرنا إلى الصحيح من أخبارها في ما مضى، ولم يخف على فطاحل العلم أمثال الطبري وابن الأثير وابن عساكر وابن كثير وبن خلدون وغيرهم.
إن سيف بن عمر متهم بالزندقة وإن علماء الرجال أجمعوا على نعته بالكذب ولم يوثقه أحد منهم، بل رأيناهم بأنفسهم يضعفون حديثه كما نقلنا عنهم في كتابنا عبد الله بن سبأ، وكذلك لم يخف عليهم الروايات الصحيحة في تلك الأخبار وإنما كرهوا ذكرها كما نصوا على ذلك، فكتموا الأخبار الصحيحة لما قالوا إن العامة لا