معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٣١٥
عليه وسلم أبو بكر بكى وقال: يا رسول الله حدث في شئ؟ قال: " ما حدث فيك الا خير، ولكني أمرت ان لا يبلغه الا أنا أو رجل مني " (1).
وفي رواية عبد الله بن عمر:
" ولكن قيل لي: أنه لا يبلغ عنك الا أنت أو رجل منك " (2).
وفي رواية أبي سعيد الخدري:
" لا يبلغ عني غيري أو رجل مني " (3).
تدلنا القرائن الحالية والمقالية في المقام، ان القصد من التبليغ في هذه الروايات وما شابهها تبليغ ما أوحى الله إلى رسوله من احكام إلى المكلفين بها في بادئ الامر، وهذا ما لا يقوم به الا الرسول أو رجل من الرسول.
ويقابل هذا التبليغ التبليغ الذي يقوم به المكلفون بتلك الاحكام بعدما بلغوا بها بواسطة الرسول أو رجل من الرسول فان لهم عند ذاك ان يقوموا بتبليغها إلى غيرهم، ويطرد جواز هذا التبليغ ورجحانه ويتسلسل مع كل من بلغه الحكم إلى أبد الدهر.
وواضح أن الرسول عنى بقوله " لا يبلغ عني غيري أو رجل مني التبليغ من النوع الأول ".
ويفسر أيضا لفظ " مني " في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله حديث المنزلة الآتي:
علي من النبي بمنزلة هارون من موسى في صحيح البخاري، ومسلم، ومسند الطيالسي، واحمد، وسنن الترمذي، وابن ماجة وغيرها (4) واللفظ للأول، ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي:

(١) مسند أحمد ١ / ٣ الحديث ٤ من مسند أبي بكر وقال احمد شاكر: " اسناده صحيح " وراجع كنز العمال وذخائر العقبي.
(٢) في مستدرك الصحيحين ٣ / ٥١.
(٣) في الدر المنثور بتفسير " براءة من الله ".
(٤) صحيح البخاري ٢ / ٢٠٠ باب مناقب علي بن أبي طالب وصحيح مسلم ج ٧ / ١٢٠ باب من فضائل علي بن أبي طالب والترمذي ج ١٣ / ١٧١ باب مناقب علي والطيالسي ج ١ / ٢٨ و ٢٩ و ح ٢٠٥ و ٢٠٩ و ٢١٣ وابن ماجة باب فضل علي بن أبي طالب ح ١١٥، ومسند أحمد ج ١ / ١٧٠ و ١٧٣ - ١٧٥ و ١٧٧ و ١٧٩ و ١٨٢ و ١٨٤ و ١٨٥ و ٣٣٠ و ج ٣ / ٣٢ و ٣٣٨ و ج ٦ / ٣٦٩ و ٤٣٨، ومستدرك الحاكم ج ٢ / ٣٣٧، وطبقات ابن سعد ٣ / ١ / ١٤ و ١٥، ومجمع الزوائد ج ٩ / 109 - 111، ومصادر أخرى كثيرة.
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست