الخلافة ولكن أمورا أخرى لعلها إذا لمحت أشرف وأجل). انتهى كلام ابن أبي الحديد ونقول في جوابه:
أن الإمام علي (ع) لم يقل لي حق الولاية والوصية والوراثة كي يمكن تأويل قوله أن له حق الولاية والوصية على أهل رسول الله (ص)، بل قال: " آل محمد هم أساس الدين... وفيهم الوصية ". أثبت الامام الصفات المذكورة لآل رسول الله (ص) بما فيها الوصية ولا معنى للقول بأن آل رسول الله (ص) لهم حق الوصية على آل رسول الله (ص)، أثبتها الامام لآل رسول الله (ص) وهو أحدهم وسائرهم الأئمة الأحد عشر من بنيه. ومن ثم حار العلامة الشافعي في تأويل الوصية هنا ولم يستطع أن يردد تأويل الطبراني وإنما قال: " لسنا نعني بالوصية النص على الخلافة ولكن أمورا أخرى " فما هي الأمور الأخرى التي لم تذكرها أيها العالم المحتار في تأويل الحديث؟
وخلاصة القول أن العلماء في هذا الصنف من الكتمان يؤولون من سنة رسول الله (ص) حديثه وسيرته وسيرة أهل بيته وأصحابه ما يخالف مصلحة السلطة الحاكمة على المسلمين من خلفاء وولاة وما فيه نقدهم إلى ما فيه مصلحتهم ومدحهم والثناء عليهم.
د - حذف بعض من أقوال الصحابة مع عدم الإشارة إليه.
من أنواع الكتمان بمدرسة الخلفاء حذف بعض الخبر الذي ينقلونه دونما إشارة إلى المحذوف مثل ما فعلوه مع قصيدة الصحابي الأنصاري النعمان بن عجلان التي استشهدنا ببيتين منها في باب الاشعار التي قيلت في الوصية، وقد رواها الزبير بن بكار بتمامها ضمن ايراده أخبار السقيفة وما وقع بين المهاجرين والأنصار من خصومة ومحاججات منها أقوال عمرو بن العاص ضدهم فأجابه النعمان بقصيدة ذكر فيها مواقف الأنصار في حروب رسول الله صلى الله عليه وآله مع قريش ثم إيواءهم مهاجرة قريش وكيف قاسموهم الأموال ثم ذكر حوادث السقيفة وقال:
وقلتم: حرام نصب سعد ونصبكم * عتيق بن عثمان حلال أبا بكر وأهل أبو بكر لها خير قائم * وان عليا كان أخلق بالامر وكان هوانا في علي وانه * لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى * وينهى عن الفحشاء والبغي والنكر وصي النبي المصطفى وابن عمه * وقاتل فرسان الضلالة والكفر وهذا بحمد الله يهدي من العمى * ويفتح آذانا ثقلن من الوقر