وقال اليعقوبي بعده:
" وبلغ عثمان أيضا أن أبا ذر يقع فيه، ويذكر ما غير وبدل من سنن رسول الله وسنن أبي بكر وعمر، فسيره إلى الشام إلى معاوية، وكان يجلس في المسجد، فيقول كما كان يقول ويجتمع إليه الناس حتى كثر من يجتمع إليه ويسمع منه... الحديث وقال اليعقوبي بعد ذلك ما موجزه:
" إن معاوية كتب إلى عثمان أنك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر فكتب إليه أن أحمله على قتب بغير وطاء، فقدم به المدينة وقد ذهب لحم فخذيه وجرى له مع عثمان ما أدى بعثمان أن ينفيه إلى الربذة، وجرى للوليد والي الكوفة مع ابن مسعود نظير ذلك فجلبه الخليفة إلى المدينة وأمر به فضرب به الأرض وتوفي على أثر ذلك، وفعل نظير ذلك بعمار " (1) خلاصة خبر الفتن في أخريات عهد عثمان.
أطلق الخليفة عثمان يد الولاة من بني أمية على المسلمين وفي بيوت أموالهم وكلما اشتكى المسلمون إلى الخليفة من ظلم ولاته لم يبال بهم فثاروا عليه وأصبحت بني تيم عندئذ تعارض عثمان وتطمح بالخلافة لطلحة وآل الزبير للزبير، وكان ما عداهم وما عدا بني أمية جل الأنصار وسائر أصحاب رسول الله (ص) يدعون للإمام علي وأخيرا قتل الثائرون عثمان ولم ينصره الأنصار وغيرهم ثم تجمهر المهاجرون والأنصار على الإمام علي فبايعوه وخضع طلحة والزبير للرأي العام وبايعا عليا في مقدمة من بايعه من صحابة رسول الله (ص) ولما قسم الإمام علي بيوت الأموال بالسوية ثارت ثائرة الطبقة المتميزة وعلى رأسهم طلحة والزبير فاجتمعوا مع أم المؤمنين عائشة بمكة وجمعوا حولهم بني أمية وأظهروا الطلب بدم عثمان وساروا إلى البصرة وتغلبوا عليها وجهزوا جيشا لقتال الإمام علي، فخرج الامام من المدينة والتقى بهم خارج البصرة وركبت أم المؤمنين عائشة جملا وقادت العسكر وقاتلوا جيش الإمام علي فقتل في المعركة منهم من قتل واستسلم الباقون، فعفا عنهم الإمام علي.
هذه خلاصة خبر الفتن في عصر عثمان وبيعة الإمام علي وحرب الجمل بالبصرة، ذكرنا أخبارها ومصادر الاخبار في كتاب أحاديث عائشة.