زياد: نعم ما رأيت ولكن ان ظفر الله بهم فلا ترفع السيف حتى تبيدهم عن آخرهم.
فقال عكرمة: لست آلو جهدا في ما أقدر عليه.
فسار عكرمة حتى وافي القوم فتقاتلوا وكانت الحرب بينهم سجالا والأشعث لا يعلم عن ذلك شيئا، وطال عليهم الحصار واشتد بهم الجوع والعطش فطلب من زياد الأمان له ولأهل بيته وعشرة من وجوه أصحابه وكتب بينهم، فبعث زياد الكتاب إلى عكرمة فأخبر عكرمة قبائل كندة بذلك وأراهم الكتاب فتركوا القتال وانصرفوا، ودخل زياد الحصن وأخذ يضرب أعناق المقاتلة صبرا، ووافاه كتاب أبي بكر ان يحمل من نزل على حكمه إلى المدينة، فصفد من بقي منهم بالحديد وأرسلهم إلى المدينة (1).
هكذا تمت بيعة الخليفة أبي بكر والتي يصفها الخليفة عمر بأنها كانت فلتة، وعليها بنيت خلافة الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان وبها يستدلون.
ثالثا: مناقشة الاستدلال بعمل الصحابة إن الاستدلال بعمل الصحابة يتم لو كانت سيرتهم مصدرا للتشريع الاسلامي في عداد الكتاب والسنة ونزل فيهم ما نزل في رسول الله صلى الله عليه وآله مثل قوله تعالى:
" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " (2).
وقوله:
" ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " (3).
وبدون ذلك لا حجة علينا في عمل الصحابة، ثم لسنا ندري بمن نقتدي، وعمل بعضهم وأقوالهم يخالف البعض الاخر، ومن ثم اختلفت آراء العلماء في كيفية إقامة الخلافة، أتقام ببيعة رجل لان العباس عم النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: امدد يدك أبايعك يبايعك الناس أم بقول الخليفة عمر حين قال: بيعة أبي بكر فلتة، أم نقتدي بمعاوية حين شهر السيف في وجه الخليفة الشرعي الإمام علي عليه السلام؟ ولا نرى حاجة إلى المناقشة أكثر مما بينا، اما ما استدل بعضهم بقول