ويوصي حتى قبض (ص) (1) وسالت نفسه في كفه فأمرها على وجهه وأنه أخذ في تغسيله وتكفينه والملائكة أعوانه في ذلك وقد ضجت الدار والأفنية ملا يهبط وملا يعرج وانه ما فارقت سمعه هينمة منهم يصلون عليه حتى واراه في ضريحه.
إن أمثال هذه الأحاديث عن سيرة الرسول بمدرسة أهل البيت - أيضا - كونت رؤية خاصة لمن يعتقد بها ولن يتيسر تقارب بين المسلمين ما لم تدرس المجموعتان من الأحاديث معا دراسة مقارنة لنصل إلى الحقيقة المنشودة ثم يتفاهم الاخوة المسلمون في ضوء تلك الدراسات إن شاء الله تعالى. ونؤكد مرة أخرى أن في مقدمة ما ينبغي دراسته دراسة مقارنة، أخبار سيرة الرسول الأكرم (ص) وتاريخ عصر الرسول (ص) وعصر من تشرف بصحبته.
حديثان متعارضان من أم المؤمنين عائشة وموقفان مختلفان روى ابن عساكر أن امرأتين سألتا عائشة، فقالتا: يا أم المؤمنين أخبرينا عن علي، قالت: أي شئ تسألن عن رجل وضع يده من رسول الله (ص) موضعا فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه، واختلفوا في دفنه، فقال: إن أحب البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه. قالت: فلم خرجت عليه، قالت: أمر قضي لوددت أن أفديه بما في الأرض (2) إن حديثها هذا يتفق مع حديث الإمام علي الذي قال فيه:
قبض رسول الله (ص) وان رأسه على صدري ولقد سالت نفسه في كفي وأمررتها علي وجهي، ويتعارض مع حديثها:
انخنث بين حاقنتي وذاقنتي.
وروى ابن عساكر - أيضا - عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله (ص) وهو في بيتها لما حضره الموت ادعوا لي حبيبي...... فدعوا عليا فأتاه فلما رآه أفرد الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه فلم يزل يحتضنه حتى قبض عليه (3) حديثها هذا يتفق مع حديث عبد الله بن عمر الذي قال فيه:
ان رسول الله قال في مرضه: ادعوا لي عليا..... ويعارض أحاديثها، في أن الرسول (ص) توفي بين سحرها ونحرها. وأمثالها، ومنشأ صدور الحديثين