مناسك الحج د - الفدية:
قال الله سبحانه في قصة إبراهيم وإسماعيل:
" فبشرناه بغلام حليم "، " فلما بلغ مع السعي قال يا بني اني أرى في المنام اني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين "، " فلما أسلما وتله للجبين "، " وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزى المحسنين "، " ان هذا لهو البلاء المبين "، " وفديناه بذبح عظيم " (الصافات / الآيات 101 - 107).
وكذلك جعل الله احياء ذكر فداء إبراهيم ابنه إسماعيل وارسال الله الكبش فدية له والاحتفال بها من مناسك الحج، وأمر الحجاج بالفدية في منى اقتداء بإبراهيم واحتفالا بذكر موقفه من طاعة الله.
في مقام إبراهيم انتشرت البركة من قدمي إبراهيم عليه السلام إلى موطئ قدميه. وامر الله باتخاذه مسجدا في بيته الحرام وجعله الله احياءا لذكره.
وفي ما يأتي نذكر انتشار البركة من آدم (ع) أبي البشر.
انتشار البركة من آدم عليه السلام والاحتفال بذكره وفي بعض الأخبار أن الله جل اسمه تاب على آدم عصر التاسع من ذي الحجة بعرفات ثم أفاض به جبرائيل عند المغيب إلى المشعر الحرام وبات فيه ليلة العاشر يدعو الله ويشكره على قبول توبته ثم أفاض منه صباحا إلى منى وحلق فيه رأسه يوم العاشر امارة لقبول توبته وعتقه من الذنوب فجعل الله ذلك اليوم عيدا له ولذريته وجعل كل ما فعله آدم أبد الدهر من مناسك الحج لذريته يقبل توبتهم عصر التاسع بعرفات ويذكرون الله ليلا بالمشعر الحرام ويحلقون رؤوسهم يوم العاشر بمنى، ثم أضيف إلى هذه المناسك ما فعله بعد ذلك إبراهيم وإسماعيل وهاجر وتم بها مناسك الحج للناس، إذا فان أعمال الحج كلها تبرك بتلك الأزمنة والأمكنة التي حل بها عباد الله الصالحون أولئك وكلها احتفال بذكرهم أبد الدهر وفي ما يأتي نضرب مثالا لانتشار الشؤم إلى المكان من المكين.