ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى وغاب عن قومه أربعين ليلة، والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال يزعمون أنه مات. وقال: من قال إنه مات علوت رأسه بسيفي، فتلوا عليه الآية " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ".
وقال له العباس: ان رسول الله قد مات، هل عند أحدكم عهد من رسول الله في وفاته فليحدثنا.
لم ينته عمر من كلامه وتهديده حتى أزبد شدقاه، ولما أقبل الخليفة أبو بكر وتلا الآية سكت عمر.
سقيفة بني ساعدة وبيعة أبي بكر اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة وجثمان رسول الله (ص) بين أهله يغسلونه، وأخرجوا سعد بن عبادة - وكان مريضا - فذكر سابقة الأنصار وقال:
استبدوا بهذا الامر، فأجابوا قد وفقت في الرأي ولن نعدو ما رأيت، نوليك هذا الامر، فسمع بذلك أبو بكر وعمر فأسرعا مع جماعتهم إلى السقيفة، وذكر أبو بكر سابقة المهاجرين وقال: هم أولياؤه وعشيرته وأحق الناس بهذا الامر من بعده ولا ينازعهم ذلك الا ظالم.
فقال الحباب بن المنذر: يا معشر الأنصار أملكوا عليكم أمركم، فان الناس في فيئكم ولن يجترئ مجترئ على خلافكم فان أبى هؤلاء الا ما سمعتم، فمنا أمير ومنهم أمير.
فقال عمر: هيهات لا يجتمع اثنان في قرن... لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم.
وهدد أحدهما الاخر بالقتل.
فقالت الأنصار أو بعض الأنصار: لا نبايع الا عليا، فتخوف عمر من الاختلاف وقال لأبي بكر ابسط يدك أبايعك وسبقه بشير بن سعد وبايع فناداه الحباب بن المنذر: عققت عقاق أنفست على ابن عمك الامارة؟
وبايع عمر وأبو عبيدة، وقالت الأوس لئن وليتها الخزرج مرة لا زالت لهم الفضيلة عليكم وما جعلوا لكم فيها نصيبا، فبايعوا أبا بكر، فانكسر على سعد بن عبادة