فقضى الله حاجته وشفع رسوله فيه وشافاه وان هذه النوع من التوسل من مصاديق قوله تعالى (وابتغوا إلى ربكم الوسيلة) المائدة - 35.
إلى هنا استعرضنا بعض مسائل الخلاف وأشرنا إلى ما كان ظاهرا من منشأ مسائل الخلاف وفي ما يلي ندرس الباعث الحقيقي لما نشأ من خلاف بادئ ذي بدء.
الباعث الحقيقي لما نشأ من خلاف بادئ ذي بدء لقد ذكرنا في ما سبق أمثلة من منشأ الاختلاف في الأحاديث وفي تأويل آيات من الكتاب العزيز ونرى وراء كل ذلك باعثان حقيقيان نشأ منهما مسائل الخلاف بادئ ذي بدء ثم قلد الخلف السلف في ما ارتأوا بعد ذلك، أولهما ما حكى الله سبحانه عما جرى من إبليس حين لم يسجد لآدم بقوله:
" قال يا إبليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين، قال: انا خير منه... سورة ص 75 - 76.
و " قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون الحجر 31 و 33.
ان إبليس عبد الله وحده لا شريك له عمر الملائكة ثم لم يخضع لآدم صفي الله في عصره واستهان به فكان من أمره ما كان، اما الناس الذين استكبروا واستهانوا بأنبياء الله وأصفيائه بعد ذلك فاليكم أمثلة من أمرهم في ما يأتي.
في عصر خاتم الأنبياء:
روى ابن حجر في ترجمة ذي الخويصرة رأس الخوارج من الإصابة عن انس، قال:
كان في عهد رسول الله (ص) رجل يعجبنا تعبده واجتهاده وقد ذكرناه لرسول الله (ص) فلم يعرفه فوصفناه بصفته فلم يعرفه فبينا نحن نذكره إذ طلع الرجل علينا فقلنا هو هذا قال: انكم لتخبروني عن رجل ان في وجهه لسعفة من الشيطان فاقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم فقال له رسول الله (ص) أنشدك الله، هل قلت حين وقفت على المجلس ما في القوم أحد أفضل مني أو خير مني؟ قال: اللهم نعم! ثم دخل يصلي فقال