معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ١١٤
السقيفة وبيعة أبي بكر اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة، وتبعهم جماعة من المهاجرين، ولم يبق حول رسول الله الا أقاربه، وهم تولوا غسله وتكفينه وهم: علي والعباس، وابناه الفضل وقثم، وأسامة بن زيد، وصالح مولى رسول الله، وأوس بن خولي الأنصاري (1).
السقيفة برواية الخليفة عمر قال: إنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه، ان الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى اخواننا الأنصار، فانطلقنا حتى أتيناهم، فإذا رجل مزمل، فقالوا هذا سعد بن عبادة يوعك، فلما جلسنا قليلا، تشهد خطيبهم فأثنى على الله ثم قال: أما بعد فنحن أنصار الله، وكتيبة الاسلام، وأنتم معشر المهاجرين رهط... فأردت ان أتكلم، فقال أبو بكر على رسلك، فتكلم هو، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري الا قال مثلها أو أفضل قال: ما ذكرتم فيه من خير له أهل، ولن يعرف هذا الامر الا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة فلم أكره مما قال غيرها، فقال قائل من الأنصار: إنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش، فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى فرقت من الاختلاف، فقلت: أبسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة إلى قوله:
فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا (2).
روى الطبري (3) في ذكر خبر السقيفة وبيعة أبي بكر وقال:

(١) راجع النص لابن سعد في الطبقات: ج ٢ / ق ٢ / ٧٠، وفي البدء والتاريخ قريب منه. وكنز العمال ج ٤ / 54 و 60، وهذه عبارته: " ولي دفنه وأجنانه أربعة من الناس " ثم ذكر ما أوردناه، والعقد الفريد 3 / 61 وقريب منه نص الذهبي في تاريخه: 1 / 321 و 324 و 326.
(2) صحيح البخاري، كتاب الحدود، باب رجم الحبلى من الزنا (4 / 120) (3) نقلنا هذا الخبر ملخصا من تاريخ الطبري في ذكره حوادث بعد وفاة الرسول، وما كان من غير الطبري أشرنا إليه في الهامش، وقد أوردنا تفصيل الخبر في كتاب " عبد الله بن سبأ " الجزء الأول.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 109 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست