قبله عمرو بن العاص حكما واجبار جيش العراق الامام عليا على تعيين أبي موسى الأشعري حكما من قبله فلما اجتمع الحكمان وخدع عمرو بن العاص أبا موسى وقال له نخلع عليا ومعاوية ونترك الامر للناس ليختاروا لهم إماما وسبق أبو موسى عمروا بالكلام وقال: إنما اخلع عليا ومعاوية عن الامر ليختار المسلمون لهم إماما ثم خطب بعده ابن العاص وقال: انه خلع صاحبه كما رأيتم وانا انصب صاحبي للإمامة فتنازعا وتسابا وافترقا، بعد هذا أدرك من قبل التحكيم من جيش العراق بخطأهم ونادوا بشعار:
" لا حكم الا لله " وقالوا: انا كفرنا بقبولنا التحكيم وتبنا إلى الله ويجب على الباقي ان يعترفوا بالكفر ثم يتوبوا مثلنا ومن لم يفعل فأولئك هم الكافرون.
وهكذا كفروا أولا من اشترك في تلك الحوادث من عائشة وعثمان وعلي وطلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص ومن تبعهم، ثم شمل حكمهم بالكفر عامة المسلمين وسموا أنفسهم بالشراة ووضعوا سيوفهم قرونا طويلة على عواتقهم يقتلون بها المسلمين ويقتلون (1) وصدق رسول الله حيث أخبر عن الخوارج وقال: يقتلون أهل الاسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد (2) وفي أحاديث أخرى لأقتلنهم قتل ثمود (3).
جواب مخالفيهم في المسألتين يقول في جواب هؤلاء وأولئك مخالفوهم بان القرآن يفسر بعضه بعضا وإذا كان قد ورد في القرآن قوله تعالى: " ان الحكم الا لله " فقد ورد فيه أيضا قوله تعالى:
" فان جاؤوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط " المائدة 42.