حتى عصر الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز حيث رفع الحضر وأمر بتدوين حديث الرسول وسيأتي تفصيل أخبار النهي عن كتابة حديث رسول الله (ص) في الجزء الثاني من الكتاب في بحث مصادر الشريعة الاسلامية لدى المدرستين ومضى ذكر خير منع الرسول (ص) من كتابة وصيته في خير السقيفة.
والله أعلم كم من حديث لرسول الله (ص) في أمر الوصية نسي مع ما نسيت من سنة الرسول (ص) بسبب عدم كتابتها في كل هذه القرون.
نهى الخلفاء عن نشر سنة الرسول (ص) وكان مصير من يخالفهم ويروي أو يكتب ما يخالف اتجاههم مدى القرون القتل المعنوي أو الجسدي كما سنشير إلى أمثلة منها في ما يأتي إن شاء الله.
ز - تضعيف الروايات ورواة سنة الرسول (ص) والكتب التي تنتقص السلطان وقتل المخالفين أحيانا لا يستطيع الباحث أن يحصي عمل العلماء في تضعيف الراوي والكتاب الذين ينتقصان السلطان وكذلك تضعيفهم للروايات التي فيها انتقاص لمقام السلطة من خليفة ووال وأمير وأحيانا تقتل العامة العالم المخالف لهذا الاتجاه، وكي لا يطول البحث عن هذا الصنف من الكتمان نقتصر بذكر أربعة أمثلة منها في ما يأتي:
1 - قال ابن كثير ما موجزه:
" وأما ما يغتر به كثير من جهلة الشيعة والقصاص الأغبياء، من أنه أوصى إلى علي بالخلافة، فكذب وبهت وافتراء، يلزم منه خطأ كبير من تخوين الصحابة و ممالاتهم بعده على ترك انفاذ وصيته - إلى قوله - أما ما يقصه القصاص من العوام من الوصية لعلي في الآداب والأخلاق... كل ذلك من الهذيانات فلا أصل لشئ منه بل هو اختلاق بعض السفلة الجهلة ولا يعول على ذلك ولا يغتر به الا غبي غبي. ".
هكذا تكلم ابن كثير بتوتر عصبي شديد من عناء هذه المشكلة، ولنرى من هم الذين اغتر بهم جهلة الشيعة والقصاص الأغبياء، هم كل من الصحابة الآتية أسماؤهم.
أ - الإمام علي بن أبي طالب المهاجري.
ب - سلمان المحمدي (الفارسي) ج - أبو أيوب الأنصاري.
د - أبو سعيد الخدري الأنصاري.