- 9 - خلاصة وخاتمة شرع الله للانسان الاسلام نظاما مناسبا مع فطرته وهداه بواسطة أنبيائه وكان كلما توفي نبي وغيرت أمته شريعته جدد الله دينه بارسال نبي جديد واقتضت حكمته ختم الشرائع بشريعة خاتمهم فحفظ أصول الاسلام بحفظ القرآن من الزيادة والنقصان أبد الدهر، وجعل بيان الاحكام وشرحه في سنة رسوله (ص) ولم يحفظها مثل القرآن من الزيادة والنقصان، ولم يعصم رواته عن السهو والنسيان، ولم يعصم نساخ كتب الحديث من الخطأ والزلل، ومضى على رواية سنة الرسول (ص) أربعة عشر قرنا وتداول المسلمون من روايات سنة الرسول (ص) سيرة وحديثا ما تعارض بعضه مع بعض الشئ الكثير مع وجود المجمل والمبين والعام والخاص فيها والعوامل الخارجة المؤثرة في رواية الحديث والتي أشرنا إليها سابقا فاختلفت اجتهادات المجتهدين في ترجيح بعضها على بعض مضافا إلى اجتهاداتهم الخاصة في مختلف معارف الاسلام واحكامه، فتعصب كل لآرائه فتكونت لكل فرقة رؤية خاصة للاسلام أولت بموجبها آيات متشابهات في كتاب الله الكريم وحملت عليها آيات محكمات أخرى.
وهكذا انقسم المسلمون إلى فرق ومذاهب، ومضت عليهم قرون طويلة كفر خلالها المسلمون بعضهم البعض الاخر، وقتلت من خالفها في الرأي أحيانا وهدمت ديارهم! فكيف يمكن توحيد كلمة المسلمين مع وجود هذه المفارقات؟ ووجود مسائل الخلاف بينهم مما أوردنا أمثلة منها في ما سبق. لا، لن يتم التقارب بين المسلمين هكذا