احترقت في ما أحرق من محال الكرخ عند ورود طغرل بك أول ملوك السلجوقية لبغداد.
وقال ابن كثير (1) - أيضا - بترجمة الشيخ أبي جعفر الطوسي من حوادث سنة 460 ه أحرقت داره بالكرخ وكتبه سنة 448 ه.
وفعل أكثر من ذلك مع مخازن كتب الخلفاء الفاطميين بمصر كما ذكره المقريزي (2) (ت: 848 ه) في ذكر الخزانات التي كانت في قصر الفاطميين عن خزانة الكتب، وكانت من عجائب الدنيا ويقال أنه لم يكن في جميع بلاد الاسلام دار كتب أعظم من التي كانت بالقاهرة في القصر ويقال: أنها كانت تشمل الف وستمائة ألف كتاب، وقال قبلها [أخذ جلودها عبيدهم وإماؤهم برسم عمل ما يلبسونه في أرجلها وأحرق ورقها تأولا منهم أنها خرجت من قصر السلطان وأن فيها كلام المشارقة الذي يخالف مذهبهم سوى ما غرق وتلف وحمل إلى سائر الأقطار وبقي منها ما لم يحرق وسفت عليه الرياح التراب فصارت تلألأ باقية إلى اليوم في نواحي آثار تعرف بتلال الكتب].
أسس مكتبة الكرخ وزير البويهيين من أتباع مدرسة أهل البيت فلما استولى السلجوقيين من أتباع مدرسة الخلفاء أحرقوها وأحرقوا مكتبة الشيخ الطوسي بالكرخ ، وفعل أكثر من ذلك مع خزائن كتب الخلفاء الفاطميين بمصر عند استيلاء صلاح الدين على الحكم.
يا ترى كم كتم عنا من سنة الرسول بسبب تحريق الكتب والمكتبات التي كان أصحابها من مخالفي مدرسة الخلفاء، وكم كان فيها أحاديث صحيحة مسلسلة عن رسول الله (ص) في حق آل الرسول بما في ضمنها أحاديثه في الوصية، ذهبت عنا بسبب هذا النوع من الكتمان والله أعلم بذلك.
وأهم من كل ما ذكرنا من أصناف كتمان سنة الرسول (ص) تحريف سنة الرسول وسيرة الصحابة الآتي ذكره في البحثين التاليين:
ط - حذف بعض الخبر من سيرة الصحابة وتحريفه من أنواع الكتمان بمدرسة الخلفاء حذف بعض الخبر وتحريفه كما فعل ذلك ابن كثير في خطبة الإمام الحسين بتاريخه، فقد أورد الخطبة الطبري وابن الأثير في تاريخيهما وفي لفظهما: