وأنه قال... أكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشيا ثم قرأ رسول الله (ص) " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربهم ناظرة ". (1).
وان رسول الله (ص) أخبر وقال إن أهل الجنة يزورون الله عز وجل ويبرز لهم عرشه ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة ولا يبقى في ذلك المجلس أحد الا حاضره الله عز وجل محاضرة حتى أنه يقول للرجل منكم: " الا تذكر يا فلان يوم عملت كذا وكذا " فيقول يا رب أفلم تغفر لي، فيقول " بلى... " ثم ننصرف إلى منازلنا فتلقانا أزواجنا فيقلن أهلا ومرحبا لقد جئت وان بك من الجمال والنور والطيب أفضل مما فارقتنا عليه فنقول انا جالسنا اليوم ربنا عز وجل ويحقنا ان ننقلب بمثل ما انقلبنا (2).
نكتفي بايراد ما أوردنا من الأحاديث الكثيرة الوفيرة في صفات أعضاء الله ورؤية العباد ربهم يوم القيامة لأننا بصدد ضرب المثل لبيان منشأ الخلاف ولسنا بصدد الاحصاء وندرس في ما يأتي الخلاف حول تأويل هذه الأحاديث.
الخلاف على تأويل تلكم الأحاديث.
في المسلمين من يؤمن بظواهر تلكم الأحاديث ويرى الايمان بها ايمانا بالله ودليلا على القول بتوحيده تعالى. ويسمون من يؤولها إلى غير معنى الجسمية: بمعطلة الصفات، أي معطلة صفات الله.
وقد دون مسلم تلك الأحاديث في كتاب الايمان من صحيحه والبخاري في كتاب التوحيد من صحيحه.
وألف ابن خزيمة كتابا سماه " التوحيد واثبات صفات الرب عز وجل التي وصف بها نفسه في تنزيله وعلى لسان نبيه نقل الأخبار الصحيحة نقل العدول عن العدول من غير قطع في اسناد ولا جرح في ناقلي الاخبار الثقات " (3).
وهذا فهرس بعض أبواب الكتاب كما جاء في آخره: